ولد المدير

بواسطة Clip Birds يوم الأحد، 1 فبراير 2015 القسم : 0 التعليقات


ولد المدير لوثة اجتماعية اجتاحت الكادر التعليمي غيره يكون لهم ما ليس لغيرهم من المور الخاصة والعامة.. في المرحلة الابتدائية كان الكل يتسابق للتقرب من ابن المدير أو ابنة المعلمة حتى يتسنى له أن يجلس بالمكان القريب منه لأن مكانه سيكون أفضل الأماكن بالفصل سواء أكان صيفاً أو شتاء .. ومن المؤكد أن سيكون للقريب منهم الأولوية في عدم الاصطفاف لجلب الوجبة وغير ذلك من الأمور التي يتميز بها من كانت لوالده ووالدته مكانة في المدرسة أو في المؤسسة أو في أي مجال آخر ... ولكن كانت المرحلة الابتدائية مرحلة فكر بسيط وقلوب ساذجة لا تعي معنى هذا الامر وحينما بلغنا المرحلة المتوسطة والثانوية بدأ الفكر يعي ما حوله ويدرك خطا هذا الأمر وخطأ التعامل والتقرب من هذه الفئة التي لن تنفعك ابداً بل ستنتفع بك وإن لم تجاريها ستحرقك ... ذكرت لي أحد الصديقات أنها في المرحلة الثانوية كانت تأتيهم مسؤولة في المدرسة وتنتقي أفضل الطالبات دراسياً لتضع ابنتها حولها وتؤكد عليها بأن تعينها أثناء الاختبارات بمعنى أوضح ( تغششها ) وبالمقابل سيكون لهذه الطالبة امتيازات متعددة أن فعلت والعكس إن لم تفعل وكان الكثير من الطالبات ينصاعون لهذه المسؤولة خوفا من فقدان درجاتهم أو نقلهن من بين زميلاتهن ، والبعض الآخر كان يرفض مخالفة مبادئه ويصر على الرفض فكان يحظى بسنوات مؤلمة حتى يكون خارج نطاق ولد المدير أو بنت المعلمة.. حكى لي أحد المعارف وهو يعمل في دائرة ومعه ابن المدير المسؤول عنهم والذي لا يحضر إلا بعد الدوام المحدد له ولا يُعطى من العمل الشيء الكثير بل ويترك عمله  ليقوموا به ويوضع اسمه عليه وحين يريد أي أحد منهم أمراً لا يذهب للمدير بل يأتي له وبعبارة جميلة يقول بكل ثقه ( ما عليك أنا بضبطك مع الوالد ) وإلا ( دامكم معاي بالقسم بنفعكم كثير ) وغير ذلك من القصص المؤلمة والتي تبدأ معنا منذ الطفولة وتجبر الكثير منا على التنازل عن كثير من مبادئه خوفاً من سطوة هذا المسؤول والذي قد يجعل العام الدراسي أو الوظيفي وبالاً علينا .. والغريب حقاً في هذا الأمر هو أنه حين يفعل هذا المسؤول هذا الأمر بأبناء غيره ويجبرهم على الانصياع لابنه والتنازل عن مبادئهم لأجله ويذلل جميع الأمور له فهو يخلق للمجتمع إنسان بلا مبادئ .. بلا قيم .. بلا اهداف .. متسلق .. غير مدرك لمهاراته وقوته وقدراته لأنه منذ صغره لم يُربى على العطاء والبذل بل تعلم على الأخذ والاتكال .. هل يعلم هذا المسؤول أن هذا الإنسان سيكبر على هذه الصفات وأنه في اليوم الذي سيفقد فيه احد والديه قد يصل إلى مرحلة الاكتئاب والقلق والخوف من زوال المحرك الرئيسي لحياته والمذلل لصعوباتها .. هل يدرك هذا المسؤول أنه يخلق لأبنه العداوات والضغينة من صغره والتي ستتابعه لبقية حياته ناهيك عن الاستهزاء به في غيابه والكيل له ممن هم حوله .. هل يدرك أن سيُمارس هذا النوع من التصرفات في حياته الزوجية اللاحقة وسيتعلم أن تُذلل له الصعوبات وان لم تُذلل سينتقل لمرحلة نفسية سيئة قد تؤدي به للعيش وحيداً لأن الكل سيتذكر ان في يوم ما كان ابن المدير الذي تسلط على كل من حوله سواء بالإجبار أو بالكلمة المؤثرة والقصد(الحنه)حتى يأتي لأبنه أو ابنته ما يريدون ويجعلهم فوق الكل فقط لأنه ابن المدير .. كتب أحدهم ما نصه (انتهت مراحل الدراسة في التعليم العام ولم تنته "لوثة ولد المدير" من عقلي، بل أخذت تنمو معي حتى المرحلة الجامعية عندما كنت أرى ولد الأستاذ الجامعي وهو ينتقي الشعب الدراسية (وإن كانت مقفلة)، بينما لا فرصة أمام البقية إلا بالحظ. وليته كان جيداً معهم ليسعفهم في الهروب من بعض "دكاترة" الرسوب.!
خلال رحلة البحث عن الوظيفة، كنا نقطع الطرق بحثاً عن خارطتها، بينما "ولد المدير" وحده من كان يملك كنز الوظيفة والمحجوزة له في إدارة والده. لا أعلم هل كان سعادة المدير سيورث الإدارة لهم، أم سيرث المجد ابن المدير الجديد. لكن وحتى ذلك الحين ستبقى له من الميزات ما تجعل بقية الموظفين يخطبون وده، إذ رضا المدير من رضا ولده.!
شاهدت "ولد مدير" المستشفى وهو يتم تنويمه في جناح "كبار الشخصيات"، ليلقى معاملة مميزة بغض النظر عن طبيعة مرضه، في الوقت الذي يبحث غيره عن سرير شاغر في جناح مكتظ بالمرضى (وليته يجده). كان "ولد المدير" الوحيد الذي يتم تنويمه عند ارتفاع حرارته ولو بشكل طبيعي، بينما يكتفى بمنح الآخرين وصفات طبية "متشابهة" وإن اختلف المرض، وليت أدويتها كانت توجد في صيدلية ذلك المشفى.!
قرأت الأرقام المميزة لهواتف "ولد مدير" في إحدى شركات الاتصالات، عندما كنا نشتري الأرقام العادية بآلاف الريالات. أذكر أنه كان يفاخر بوجود هاتف خاص به في غرفته، في الوقت الذي كانت هناك أسر تشارك جيرانها في استخدام هاتفهم!
طالما سألت نفسي: هل "ولد المدير" فاسد ..؟! أم المدير هو الفاسد ( انتهى كلامه )
أين دور المسؤولين عن هذا الامر ؟؟؟
لماذا لا يمنع تواجد ابن المدير أو بنت المعلمة من التواجد في نفس مدرسة ابيه أو أمه ؟؟
لماذا لا توجد القوانين الصارمة لتجاوزات هذا المدير وتلك المديرة وذلك المسؤول أينما كان  ؟؟
أي مجتمع هذا الذي نعيشه عندما نجبر على تجرع صنوف وشتى التعامل المسيء لنا لأجل ( ولد أو بنت  ........... )
وأي مجتمع يطبق القوانين والتعاميم واللوائح على الكل إلا ابن المدير ؟؟

أي أب هذا الذي يمارس سلطته وليست أبوته في تسخير كل شيء لصالح أبناءه على سبيل أبناء الغير . ولو كان أباً بحق لم يرتضي لابنه أو ابنته أن يكونوا عالة على المجتمع .. وعلى أنفسهم  .. ولاحول ولاقوة إلا بالله .

0 التعليقات:

إرسال تعليق