اخاف العواقب


الوقوف في المنتصف او عند نهاية الطريق أمر شائع لكثير من الأعمال التي نمارسها طوال حياتنا سواء أكانت على الصعيد الشخصي أو العملي او حتى الديني .. والتوقف هنا في هذا الأمر قد لا يكون بإراداتنا وبرغبتنا بل يُفرض علينا او نفرضه على أنفسنا إما لضعف أو خوف من الفقدان أو لأي سبب كان ومهما تعددت الأسباب فكلها تعود إلينا ... وعلينا .
من منا لم يقف هذه الوقفة المترددة في صنع قرار أبدي ونهائي .. من منا لم يتعرض لظروف قهرته وآلمته .. ومن منا لم يتجرع صنوف العبارات القاسية والمؤلمة وآثر الصمت ..
كثير من هذه الأمور نراها حولنا وبيننا من خلال مانسمع أو نرى ونقف مذهولين من قسوة بعض البشر وانتزاع الرحمة من قلوبهم  .. أمٌ أعطاها الله الخير الكثير والوفير من المال والحياة الجميلة والتي تبدلت بعد موت زوجها إلى وحدة قاتله ومريره فآثرت البقاء لإكمال تربية أبناءها عوضا على الزواج مرة أخرى .. كبُر الأبناء وذهب كلاً في طريق حياته وظلوا معها على تواصل جميل رداً لما بذلته . تزوج ابنها الوحيد وكعادة ابناءنا حفظهم الله كان لها نصيباً من منزله فطواها تحت جناح الرحمة التي زرعتها في قلبه .. اكرمها وبذل لها النفيس والغالي ، ورداً لذلك ظلت طوال (16عاماً) تتحمل الإهانات والتجريح والتجويع أحيانا من قبل زوجة ابنها والتي يتبدل حالها حين حضور الابن لتصبح ملاكاً ويسعد هو بذلك لأنه لا يعلم شئياً والأم ... صامته .
سألتها : لماذا لم تخبريه .
قالت : لن أخرب بيته لأجل راحتي .. وصمتت برهة ثم بكت بحرقة زلزلت كياني وعادت لتقول ، اخاف أن يتركني أن شكيت له الحال .
تابعت تذكر لي ماحصل وبداخلي الم شديد لحال هذه الأم ولغيرها والذين يقبعون تحت رحمة من لارحمة في قلبه .. استمر هذا الحال طويلاً وبدأت زوجة ابني بضربي .. حتى كان في يوم أتى فيه ابني فجأة وهي تفعل ذلك .. فجمدت في مكانها وسقطت حفيدتي مغمى عليها لخوفها على أمها لردة فعل ابيها تجاه الأمر لأنها كانت ترى كل شيء ولا تتحدث ابداً . حملها ابيها وذهب بها إلى المشفى وبعد ساعات قليله عاد وجلس تحت قدمي يبكي ألما ويقبل يدي ويقول : لماذا ياأمي
ولم أستطيع الرد .. جمدت عروقي وحمدت ربي واسترجعت .. وصمت
رفع رأسه وقال لي : أنت جنتي .. وهي انتهت من حياتي .
لم أعرف ماذا يعني .. ابتسم وقال : طلقتها يا أمي .. وأسال الله أن يعينني على برك .. واعلمي ياأمي أنها لو كانت تكن لي المشاعر لحفظتك بحفظها لي ولكن تصرفها يعني غير ذلك . ولست بنادم على قراري .
تنفست الصعداء وهي تختم قصتها لي بابتسامة جميلة ظهرت من خلال تجاعيد وجهها الذي مر عليه الزمن , وقالت الحمدلله الذي جعل بذري سليماً .
هذه إحدى الأمهات أو أحدى القصص التي يعيشها كثير من الأشخاص الذين لا نعلم كم يعانون .. من ظلم وجور وتجريح وإهانة وغير ذلك فآثروا الصمت والتحمل والوقوف على زاوية مترنحة لايعلمون هل يجازفون ويتكلمون ويخسرون أم يصمتون ويتحملون .
برأيي .. الصمت أبداً ليس حلاً ، والتوكل على الله هو الأمر الصحيح  , لا تخافوا العواقب .. توكلوا على الله وتحدثوا وأخبروا بكل الأمور وأصدقوا القول فهو من يرزق ويعطي ويعلم كل شيء سبحانه , لا عباده .

تغريده أعجبتني ,,profdashti   @

  ( ومن أخطأ ليس عيباً .. بل العيب أن تبتلى فوق ذات الصروح ولست اخاف العواقب فيما أقول فإن الشهادة من أجل قول جرئ ومعتقد قبة وضريح ( مظفر 1 ) .

0 التعليقات:

إرسال تعليق