وقبل ذلك بأيام أنهى التسجيل في أكثر الشركات التي تريد التخصص الذي يحمله وها هو ذا يخطط للتسجيل في الابتعاث الخارجي وما زال يبحث يومياً في الشبكة العنكبوتية عن أي مجال يستطيع أن يقدّم فيه أوراقه وشهاداته التي اجتهد في تحصيلها..
وفجأة علا صوت أخيه منادياً له: «هااااااي أنت وين رحت.. أنت تسمع وشقول لك ..» فعاد إلى واقعه ونظر إلى أخيه مبتسماً ولسان حاله يقول: لقد تخرّجت من الجامعة وما زلت تناديني بهذه الكلمة وبالمقابل فأنت لا تقبل أن أنادي ابنك بهذه التسمية وتردد أن الفتى كَبُر وله اسم وهو ما زال في الثانوية العامة..ما زال أخوه يتحدث ويناقش ويسأل في قضية ابنه المتخرّج، وأي الجامعات أفضل وأي التخصصات تكون في مصلحته.. فقطب جبينه للحظة وهو يقول في نفسه: لماذا يا أخي حين سألتك عن أي التخصصات أفضل لي لماذا لم ترشدني؟
المهم أن تحصل على الشهادة الجامعية، واستمر ينظر إلى أخيه مبتسماً وينتقل بنظراته للجميع الذين ما زالوا يتحدثون.. ولسان حاله يقول: كلٌّ لديه ما أهمّه وكلٌّ يسعى لمصلحته ومصلحة أبنائه قبل كل شيء ..
عند ذلك هبّ واقفاً ليبحث عن مستقبله بنفسه ثم استأذن في الخروج وهو يردِّد: حقاً الجمر ما يحرق إلا رجل واطيه.. بقي أن أقول ثقوا بأنكم ستحصدون لأبنائكم ما تزرعون في غيرهم
الكل منا لا يكاد يمر عليه يومه دون أن تقع عينه على أحد منتجات الألبان سواء أكانت الشركات الكبرى التي تتصدر القائمة بمنتجاتها أو غيرها من الشركات الأخرى والتي انتشرت بالأسواق .. ولا يمكن أن يذهب للتسوق دون أن تكون عربته التي يدفعها أمامه تحوي ذلك وخاصة ذلك الأب الذي رُزق بالعديد من الأبناء فلابد عليه من أن يكون هذا هو ديدنه اليومي والفارق هنا بين من يضع في عربته تلك المنتجات دون النظر إلى أسعارها وبين من يرفعها نصب عينيه ويقارنها بالمنتجات الأخرى من شركات ثانية ليرى الأقل منها سعراً فيضعه في تلك العربة ...
وقد يصل في ذلك المستهلك أن يقارن بين هذه الأسعار في محلات عدة لعله يجد الأقل فيكون هو المحل المنشود لملء عربته وإطعام نفسه وأبنائه قدر ما يستطيع .. وشتان ما بين هذا وذاك وما هي إلا نعم الله لعباده لتكون الفوارق وليحتاج الناس لبعضهم البعض .. ولكن في لحظة انتهت هذه الفوارق لتصب كلها في عنوان واحد وهي ( دعوها لهم ) فالقادر وغير القادر اتحد على ألا تقف عربته التي يدفعها أمام من وضع السعر جزافًا دون النظر للمستهلك وحقوقه واعتبره أنه أمر مسلم به إن أراد المنتج وذهب للآخر الذي بقى على ما هو عليه منتظراً ومتحفزاً لردة الفعل من المستهلك فإن كانت سلبية وقبل بضياع حقوقه فالمؤكد انه يريد الربح أيضاً وسيعمد لمجاراة غيره ومن ثم تتوالى الشركات الأخرى بالرفع تحت شعار (ارفع ... نرفع) وإن كانت ردة الفعل إيجابية وثار المواطن لحقوقه فسيبقى على ما هو عليه حتى لا تطاله الحملة ويخسر.
كم نتمنى أن تُتابع وزارة التجارة هذه القرارات وتنظر في اختلاف الأسعار بين هذه الأسواق وعلى أي الأُسس بنيت إن كان مصدر توحيد سعر السلعة واحدا.. بقي أن أقول إلى متى سيظل المواطن تحت الاختبار؟
وكم نتمنى أن تُتابع وزارة التجارة هذه القرارات وتنظر في اختلاف الأسعار بين هذه الأسواق وعلى أي الأُسس بنيت إن كان مصدر توحيد سعر السلعة واحدا...
بقي أن أقول إلى متى سيظل المواطن تحت الاختبار؟
سنوات توالت وجامعة الفيصل تعلن عن فتح باب القبول للدراسات العليا دون قيود وبذلك تفتح الأمل للجميع أن يحقق ما تصبو إليه نفسه من آمال وطموحات لا يريد منها إلا أن يرتقي بعلمه ونفسه وما إن يكون ذلك حتى تتهافت الأنفس إليها عازمة على خوض هذا الغمار بأمانة..
وهنا المفاجأة حين يتم قبول الجميع وهم بالمئات في كل تخصص وتجرى الامتحانات للجميع وتتفاجأ من دخول الكثير في اليوم المحدد للاختبار لتقول في نفسك الحمد لله ما زال الخير باقيا وللجميع الحق في المشاركة.
تختم هذه التمثيلية بقبول شخص أو شخصين ممن خاضوها.. وما تبقى هو لأشخاص لم يجتهدوا قيد أنملة ولسان حالهم يقول (مساكين) المقاعد لنا وما هذه إلا شكليات فقط
وما تبقى هو لأشخاص لم يجتهدوا قيد أنملة ولسان حالهم يقول (مساكين) المقاعد لنا وما هذه إلا شكليات فقط. وليس ذلك فقط بل قد تجاور بالاختبار شخصاً يقول لك صريحة إنه تواجد بيننا فقط من أجل إثبات حضور وأنه صاحب الحظ..