بعد 27 سنة زواج .. اكتشفت

بواسطة Clip Birds يوم الأحد، 1 فبراير 2015 القسم : 0 التعليقات


   كما هي العادة لدى بعض القبائل سابقاً والتي مازال معظمها حتى الآن يمارسها .. وهي أن لا يكون هناك خيار للفتى أو للفتاة في اختيار شريك حياته أو اختيار الوقت الذي يريد الاقتران به . وبرغم الطلاقات المتعددة والحياة الرتيبة المملة التي تؤدي بالطرفين للعيش تحت سقف واحد بدون أي مشاعر بل حياة يحاول كلا منهما فيها ان تسير على مضض وقد تحوي من الكذب الكثير بينهما لتلافي المشاكل ..  أو تحوي الشكوى الكثيرة أمام الأبناء والأهل وترديد الأقوال ( دزوني ما دريت ) ( حيروني بدون رغبة ) ( احرجني أبوي ) ( ما كان قدامي غيرها ) ( انغشيت ) وأقواها والله ما سمعته بأذني حين قال ( سامح الله والدتي فقد دفنتني حياً لأجل رغبتها )  .. وهلم جرا من الإعذار المتعددة
وما سَيُقرأ في هذا المقال ليس من وحي الخيال بل واقعة وقد تكون ليست الوحيدة ولكنها الواضحة أمامي والتي عشت أركانها بكثير من الأسى.
 والمشكلة انك قد ترى الخطأ من البداية وتصمت عليه لعل الله يحدث بعده أمراً جميلاً ويتغير الحال ولكن للأسف الخطأ هو الخطأ من البداية فإما أن يُقوّم أو أن يُترك .. ولكن أن يُترك حتى يبلغ هذه المرحلة وتنتهي بهدم بناء كامل قام على التحمل والصبر والتنازل ... هذا والله ما يندى له الجبين ويحترق له الفؤاد .
وصاحبنا .. منذ 27 عاماً كان يبحث عن فتاة للاقتران بها ذات مواصفات محدده  لعلمه برغبته وباحتياجاته - وكل شخص أعلم بنفسه - ومن يقبل بما لديه فقط فلن تكون حياته كما كان يخطط لها و حاول .. فرغبات النفس تملك العقل والفؤاد إلا أن يشاء الله له غير ذلك .
أبدى الفتى رغبته لوالده والذي تمتم على مضض بكلمة ( خيراً إن شاء الله ) .. وفي ليلة جمعت الأصدقاء والأحبة  في مناسبة عامة  توجه والد الفتى أمام جميع الجلوس بقوله ( يا بو فلان نريد فلانه لولدي ) فتهلل وجه الأب والذي قال ( جتك .. ولو هي ذبيحه ماعشتك ) .
فاسقط في يد الفتى ( فهو لا يعلم هل هي بمواصفاته أم لا ) ولكنه لم يستطع أن يعارض كلمة أبيه ورد والد الفتاة في هذا الجمع  .. وكيف لا يتهلل والد الفتاة فقد حاز على فتى حامل للشهادة العليا موظفاً في شركة كبيرة براتب يكاد يكفي عائلات متعددة  لفتاه انهت المرحلة المتوسطة بصعوبة وكانت على مشارف المرحلة الثانوية وحين علمت بالأمر آثرت بالطبع الزواج عل اكمال تعليمها .. فهذه هي رغبتها منذ البداية ولم تكن الدراسة تستهويها.
فكان الزواج الغير متكافئ في أمور متعددة .. وكان  يعاني الأمرين في تقبل الوضع سواء في النقاش أو التعامل أو اللباس أو ..... الخ
بعد سنين  وقدوم مولوده الأول تقبل الأمر على مضض وهو يعلم أن هناك أمراً خطأ .. ولكن رؤيتهِ لأبنائه  كانت تمنعه من أمور عده وقرارات متنوعة أقلها الانفصال .. ومع ذلك وبرغم صمته خرجت هي عن صمتها بعد 27 عاماً من الزواج وتقول له ( اكتشفت إني ما أصلح لك ) وطلبت الطلاق وأصرت عليه . فكانت محاولات الصلح من الكل والتي باءت بالفشل لتنتهي هذه الحياة وتنهار مخلفة وراءها عددا من البنين والبنات الذين مازالوا يعيشون هذه الصدمة بالتناوب بين الوالدين .. تارة هنا وتارة هناك .
الشاهد في هذا الأمر أن كلاً منهما يشعر بالراحة الآن  وكلاهما يقول أن طوال هذه الفترة كان هناك أمراً خطأ .. شهدت له بكل خير وأنه بذل وأعطى وأحبها بل ووصل في محبته لها أنه كان يعادي من يعاديها ويحب من يحبها حتى وإن كان من أهله ولكنها كانت تنتظر الفرصة السانحة لطلب الطلاق .. اعترفت له بهذا الأمر فهاله هذه الاعتراف وندم على ما فعله بالكل طوال أعوامه .. هذا حال من قليل من الأحوال التي تزخر فيها المحاكم من الطلاقات المتعددة  والمتتالية ولنفس الأسباب .
 متى يستفيق الأهل من قضية عرض فتياتهن بهذه الطريقة وتقديمهن بهذا الأسلوب وتحييرهن سنوات متعددة لأبناء عم وخال وقرابات وهم أبعد ما يكونون من التكافؤ العقلي  والدراسي والطموح والاهتمامات .. أنا لا أقول ان لا يخطب الرجل لأبنه بل أؤيد الشرع بان يخطب الرجل لابنته أيضاً ولكن لابد من النظر إلى رغباتهم .. إلى التكافؤ .. إلى كل الجوانب , فهي حياه وعمر وأيام إن ذهبت لا تعود .. ولن تعود , وعمراً ينقضي قد يكون بدون سعادة وقد يكون مجرداً من كل مشاعر فقط زواج لإرضاء رغبات الأهل ولحصن النفس , ولكن قد تكون النتائج وخيمه ولا يحصدها إلا نتاج هذا الزواج (الابناء )  .. والذين قد ينشؤون بين والدين اختلف مستواهم التعليمي والعقلي وبالتالي ستختلف التربية ومنها أبناء يعانون من أمراض نفسيه دون أن يعلموا.. ينقلونها معهم في زواجهم وامتدادهم .

إلى متى سنظل هكذا .. أيها الشباب .. أيها الفتيات صارحوا ذويكم .. أبدوا رغباتكم  .. لا تجعلوا الزواج محطة تنتهي فيها حياتكم  المخطط لها .. فالزواج والله بداية لكل ما هو جميل وليس مقبرة وهروب من حياة في منزل والد متعسف أو زوجة أب  .. او تقليداَ لمن هم في سني .. او غير ذلك من الأسباب .. فالزواج هي صفحة جديده أنتم تخطونها بيديكم فإما ان تحسنوا الامر وإلا ستعانون الأمرين ( لا تظلموا أنفسكم ولا تظلموا الآخرين معكم ) .

0 التعليقات:

إرسال تعليق