في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه
فرفع كأسا من الماء وسأل المستمعين: ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟
الإجابات كانت تتراوح بين 50 جم إلى 500 جم.
فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس !!! فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكا فيها هذا الكأس فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء
ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي
ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف
الكأس له نفس الوزن تماما، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه .
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا فيجميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها.
فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى .
فيجب علينا أن نضع أعبائنا بين الحين والأخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها مرة أخرى. فعندما تعود من العمل يجب أن تضع أعباء ومشاكل العمل ولا تأخذها معك إلى البيت.لأنها ستكون بانتظارك غدا وتستطيع حملها...
فليكن هذا شعارنا للعام الجديد .... وكل عام وأنتم بخير
وفي الجهة المقابلة كانت شريكة حياته جالسة تتصفح بعض المجلات .. وبنظرة حانية إليها وبصوت يملأه الحب قال لها : فلانة هل لي بقدح من الشاي ... فما كان منها إلا أن كررت الطلب بصوت جهوري قطع كل الهدوء الذي أحاط بهذا الجو الرائع لنادي على الخادمة قائلة : فلانة سوي لبابا كاس شاي ... فَأُسقط مافي يده ساد الصمت برهة ...
وتوقف عن العمل وأخذ ينظر لزوجته ويرى مالذي كان يشغلها عنه ... لا شئ إذاً مالذي جعلها لاتقوم بأبسط حقوقه ... وترحمه من غسيل الخادمة والمسمى ( شاي ) ॥ هل أخطأ حينما أراد لها الراحة من بعض أعباء المنزل بالرغم من أنها ليست موظفة .. وأتى بالخادمة لتساعدها ... هل أخطأ حينما فكر أن الإتيان بالخادمة سيجعل له من وقتها الكثير فيعودان كما كانوا بأول زواجهما ... هل هذه الخادمة نعمة .. أم نقمة
قطع حبل أفكاره وعاد ليقول لها من جديد : أم فلان أريد قدح الشاي من يديك أنت ... فأخذت تنظر إليه مستغربة وتعلو وجهها ابتسامة خفيفة ... وتقول : وش غير الحال .. أنا وياها واحد
كانت نهاية الرومانسية والتي حاول الزوج أن يوصلها لزوجته عبر طلب بسيط أراد به أن يتقرب منها في تلك الليلة حينما أدرك أنه ابتعد بعمله كثيراً عن منزله فأعطى أبناءه من هذا الوقت قبل أن يناموا وتفاعلوا معه وبقربه وحينما أراد أن يعطي زوجته ... كان ماكان وانتهى الموقف بدخول الخادمة إلى مكان لم يكن من المفروض أن تكون فيه لأنه خصصه له ولزوجه فقط ...ولكن الأمر أقتضى أن تدخل...أعطته قدح الشاي بابتسامة وقالت : تفضل بابا ... يبي شي ثاني هنا ردت الزوجة مؤكدة عليها : تبي شي وإلا أخليها تنام عشان تقوم بكرا للأولاد الصباح ...
لم يرد واكتفى يإيماءه .. انه لايريد شيئاً ...। وبعد خروج الخامة أطرق بفكره قليلا وهو ينظر لقدح الشاي ويردد ( أنا وياها واحد ) ..هنا ترك قدح الشاي وتوجه إلى غرفة نومه ولبس ثيابه وخرج من المنزل ليقضي سهرته مع أصدقائه الذين تنازل عنهم لأجلها .... مر عليها وهي مازالت في مكانها ليسألها هل لها حاجة قبل أن يخرج فنادت على الخادمة قبل أن تنام لتسألها هل المنزل بحاجة لشئ فردت الخادمة بلا .. فنظرت إليه زوجته مبتسمة وقالت : لسنا بحاجة لشئ يابابا , أخارج أنت ... قال : نعم وبصيص أمل بعينه .. قالت : إذاً سأنام । تصبح على خير ... لم يتمالك نفسه في هذه اللحظة وأخذ ينظر إليها طويلاً وهي تنظر إليه مستغربة وتقول : بسم الله علينا وشفيك ... فقال : سأسألك وأجيبيني .. من هي زوجتي هي أم أنت ؟
فقالت : بابا فيك شي ... فقال أجيبي تساؤلي ...
فقالت : أنا طبعاً ...
فقال : كثر الله خيرك
وعدته حين تعود أن تبتاع له مايريد ؟؟؟ وقد أوفت بوعدها بدون حتى أن توبخه أو أن تفهمه أن ما فعله خطأً وأن دعوته على أُمه خطأ وتمنيه أن تقع الطائرة بها... هي والله قمة الخطأ ..
فكان الخطأ وكانت الهدية .. وشتان مابين هذه وتلك .. ولا تسأل عن السبب
الموقف الثالث ...
فتى أيضاً في هذا العمر تقريباً كسابقيه ماأن تخرج أمه من المنزل تناديه صارخة به أن يضع حذاءها ( أعزكم الله ) أمامها لتلبسه مع العلم أنها في مقتبل عمرها وحين تحاول أن تنصحها بعدم التصرف هكذا ترد بالقول ( غداً سيخدم غيري ) فلما لاأستفيد منهم قبل أن أفقدهم ...
هذه المواقف الثلاث ماهي إلا فيض من غيض من أمور كثيرة تحدث في خبايا المنازل بين الأباء والأمهات وبين أبنائهم ولكني ذكرت المواقف التي تتكرر دوما ونراها غالباً ولكننا نغض الطرف عنها ونحن لا تعلم أننا نربي جيلا بطريقة خاطئة ظانين أننا نحسن التربية ...
حين رأيت هذه المواقف أدركت أن الأم و الأب اللذان يصرخان طالبين رجالاً يعولونهم في كبرهم ... أبداً لن يحصلوا عليهم بهذه الطريقة .... وسأقول لكم لماذا
تم عرض هذه المواقف على أخصائي في علم النفس أي ( دكتور نفسي ) طالبة منه أن يحلل هذه الشخصيات لنرى إلى ماذا ستؤول ؟؟؟
أجاب انه سيحللها بصور عامة لأن الصورة الخاصة تستلزم جلسات وحديثٍ معهم .. فقال :
موقف الابن الأول: سينتج عنه طفل قلق وخائف, دائم الفشل, وحين يفشل قد يبحث الفشل في الآخرين, أو يلوموهم على فشله
والنتيجة ... قد يتعلم الأسلوب التسلطي إذا ماأصبح مديراً أو أباً ....!!!
موقف الابن الثاني : ممكن أن يكون طفلاً نرجسياً يميل إلى تعظيم ذاته وتحقير من حوله, وغالباً لايتحمل مسؤولية أفعاله الخاطئة ويسعى إلى التميز على حساب الآخرين بإظهار عيوبهم ...حتى وإن كانوا إخوته
أما موقف الابن الثالث: احتمال أن يعاني الطفل من ضعف توكيد الذات أي ( يصعب عليه أن يميز عن مشاعره وأفكاره وقد ينشأ بتقدير ذات منخفض ويؤدي ذلك إلى الحزن والشعور بالتدني أي ( أنه أقل شأناً من أقرانه )
وهكذا قال العلم كلمته ... بقي لنا أن نسمع كلمة الدين والشرع .. وسألخصه في هذا الموقف
(غضب معاوية على يزيد فهجره، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا أكبادنا، وثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، وبهم نصول على كل جليلة. إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوك فأعطهم، وإن لم يسألوك فأبتدئهم، ولا تنظر إليهم شزراً فيملوا حياتك، ويتمنوا وفاتك)
قال جل شأنه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . التحريم : آية : 6 .
والصبي حينما يولد فإنه (يولد على الفطرة الخالصة ، والطبع البسيط فإذا قوبلت نفسه الساذجة بخلق من الأخلاق نقشت صورته في لوحة ثم لم تزل تلك الصورة تمتد شيئاً فشيئا حتى تأخذ بجميع أطراف النفس وتصير كيفية راسخة فيها مائلة لها من الانفعال بضدها). محمد نور : منهج التربية النبوية للطفل ص 157 .
وثق إن ما نراه في الناس من سوء خلق وندرة أدب ، وجفاء في المعاملة ، لهو نتيجة طبيعية لسوء التأديب في الصغر . ورسولنا الكريم حينما كان يقبل الأطفال ويحنو عليهم ، كان يهدف من ذلك : غرس خلق الرحمة في نفوسهم ..
فهل بعد هذا كله تصرخون وتطلبون رجالاً ... أين تجدونهم وأنتم لم تصنعوهم .
ثقوا أن التربية السليمة هي الأساس الأول لصلاح المجتمع وصلاح أبناءكم .... لكم
ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيه لتوقف تدفق دموعه ... وهذا الأمر هو قمة الألم في داخل النفس .
عادت به ذاكرته إلى الأيام التي جمعت بينهما... لم يتذكر فرحتهما بالصبي الأول ولم يتذكر مراحل انتقال حياتهما تباعاً حتى حاكت الروتين القاتل لأي حياة. فقد كانت هذه الدوامة قد أخذت مأخذها منهما ... فكان كسب القوت وتأمين الحياة ثم العودة وحل المشاكل والفصل بين الأبناء وزيارة الأهل وتأدية الواجبات ... حتى أصبحت كلمة الحب أو الشوق لعودة أحدهما للآخر أو الخلوة للحديث الذي يخصهما معدومة.
أخذ يبحث في عقله متى كان ذلك ؟ لماذا تحولت الحياة إلى هذا النمط ؟ على من تقع المسؤولية ؟؟
ولم يجد لذلك أي إجابة.
أخذ ينظر إليها وهي ساكنة ... وهذا هو دأبها الدائم معه ... كان لا يسمع لها حساً عالياً ... تناديه بأحب الأسماء إليه ...
اختلفا كثيراً في بداية حياتهما وكانت النقاشات تحتدم إلا أنها كانت تتراجع دوماً أمام غضبه وتطالبه بالصبر فهما من عالمين مختلفين ولابد من الاصطدام .. لكنه كان يقابل ذلك بالخروج من المنزل والابتعاد عنها وهجرها دون حديث بالأيام ... وضع يديه بين كفيه لئلا يرتفع صوت بكائه نادماً على أنه أضاع يوماً من أيام حياتهما بذلك وكان قادراً على ألا يفعل ذلك ولكن ....
أيقن في هذه اللحظة أنه لن يفقد زوجة فقط ...
نعم كان سيفقد خمسة أشخاص في شخصها ... لكن لماذا لم يرها إلا الآن وهي ترقد بلا حراك وقد نهش المرض أعضاؤها واقتربت نهايتها ؟؟؟
نعم ... لماذا علينا الانتظار طويلاً وقد لا يسعفنا الوقت حتى نرى قيمة العملة النادرة في حياتنا وقيمة من يبذلون الحب لنا بصدق.
وعدها بينه وبين نفسه بأن ذلك سيتم حين يعودا لمنزلهما وسيكون التغيير والعودة لأولى حياتهما وسيبذل كل ما يستطيعه ليعوضها عن كل يوم ابتعد عنها فيه ... لكن للأسف كان قدر الله أسبق لها.
كثير منا يحوي داخل منزله وأمامه تلك الشخصية لكنه مازال لا يراها ... فليسأل نفسه .. متى سيكون ذلك ومن الأسبق رؤيته أم الأجل؟ ودون أن يدرك
دعوة لكم ...
( أريد رجلاً يتولى مسؤولية اخوته...أريد رجلاً يحمل عني إذا كبرت بالسن...أريد رجلاً يفعل ويفعل ويفعل.... وبنفس الوقت ينطبق هذا القول على الفتاة فهي مطلوب منها أن تكون كبيرة في عقلها.....مساعدة في المنزل.....تتحمل المسؤولية.....
في كل عام ننتظر بفارغ الصبر أن يحل علينا شهر رمضان بكل شوق ... ذلك أن العمرة فيه لها طعم آخر ولكننا للأسف نُواجه بجميع الأعذار الممكنة من الزحام وعدم إيجاد الوقت وتعذر الحجز وووو...
فلم نحن لسنا كذلك.
فقال : يا أمير المؤمنين كيف لو علمت كيف ولد ؟
فيقال : أن عمر أصلح من جلسته والمشهور أن أمير المؤمنين يحب غرائب الأخبار
قالت : كيف تتركني وأنا حامل
" أجمعوا على قتل كل ما يُسْتَضَرُّ به ويؤذي ، مما لا يبلغ أذى الخنزير ، كالفواسق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم المُحرِمَ بقتلها ، فالخنزير أولى بذلك ، لشدة أذاه ، ألا ترى أن عيسى ابن مريم يقتله عند نزوله ؟! فقتله واجب .
وفيه دليل أن الخنزير حرام في شريعة عيسى ، وقتله له تكذيب للنصارى أنه حلال في شريعتهم " انتهى.
" شرح صحيح البخاري " (6/344 )
ترددت كثيراً قبل البدأ في كتابة هذا المقال ليس من قلة ماأسكتب به بل لأن هذا المقال كالبحر الذي كلما ازددت عمقاً في جوفه كلما اكتشفت آيات الله سبحانه وتعالى في إعجازه ..
وبالرغم من معرفة هذا المفهوم لدى جميع البشر إلا أنهم مازالوا في تخبط ..مازالوا في مشاحنات ... مازالوا في كيل وغدر وكره ... والبعد عن كل ما هو جميل ..
قلما تجد من البشر من يحيا هذه الحياة بقناعة تامة .. راضياً بما كتبه الله عليه .. وبما قسمه له .. بعيداً عن الحرام قريبا من الحلال ..يتحرى الصدق في تعامله وكلامه وسائر حياته ...
فالأغلب لا يجد الراحة أبداً في طريق حياته ... فهو يريد هذا ويريد ذاك ... المال هو شريان حياته .. والسفور وتقليد الغرب حتى في ألفاظه هو التطور في عينه ...
ناهيك عمن كرس حياته للعمل طوال الوقت ولم يعط نفسه حقها ....
ومما يأسف عليه ذلك النوع الذي أوقف حياته عند مسار معين ولم يحاول الخروج منه بل وقف كالمتفرج ليرى حياة الجميع تمر من أمامه وهو يرثي لحاله ....
هذا على سبيل الحصر فقط من الأنواع التي تصادفنا يومياً ... فهل تفكر أحدنا بعد قراءة هذا المقال من أي صنف هو وهل حقاً علم أنه خرج من مكان ضيق ليعود لمكان أضيق إن لم ينعم الله عليه بأن يفسح له في قبره ...
والعجب أن الكل يعلم أن الله قد قسم الرزق ... فلن يأخذ أي أحد من هذه الحياة إلا ماقسم الله له ..... فلم التناحر
لماذا الكيد .... لماذا الغدر .... لماذا الكره ... لماذا؟؟؟؟؟
لطالما كان فكر الإنسان محصوراً في تغيير نمط حياته ... فالكل يبحث عن نواقصه والكل يبحث عن استقرار حياته التي لا تنتهي أبداً حتى يوضع في مكانه الأخير ..
الكل يحمل الهموم لغد ... هموم تنوعت أشكالها وأهدافها ... يموت وهو مازال متعلق بهذه الدنيا التي لن يطال منها إلا ماقسمه الله له ... فلم الهم ... لاأعلم ؟؟؟
وجميع من ذكرت في السابق هم اؤلئك الذين سيحملون الهم معهم أين ما ذهبوا لأنهم حملوا الدنيا في قلوبهم ... وزرعوا حب المال في نفوسهم ... وجعلوا اعتلاء المناصب وحب السلطة محض تفكيرهم .. الذين جعلوا البشر أمثالهم يسيرون حياتهم.. وفي الأخير جميعهم سيودعون لمكانهم الضيق ... والحساب على قدر العمل ...
أما ذاك الصنف الذي اقتنع أن الحياة ستنتهي به كما بدأت فهو ذاك الصنف الذي يحيا بسعادة ... يحيا بقناعة ... يحيا ولم يحمل في قلبه إلا همّ مثواه الأخير ..
مع ذلك تجده يسعد بهذه الدنيا وينهل من خيرها ويعشها بسعادة غارمة ورضا بما كُتب له فيها
فمرحى لمن وجد الاستقرار في حياته ... وشكر الله عليها
مرحى لمن رزقه الله المال والبنون الصالحين ..فقر عينه بمن يذكره بعد موته .
مرحى لمن لم يجعل الدنيا والمال أكبر همه .... فأضاع حياته وسعادته في النهل منهما .... فثقُل عليه الحساب
ومرحى لمن لم يحاسب هذا ولا ذاك بما فعلوه له ... وكان قلبه هو الذي يملي عليه جميل الطبائع ..
ويا لسعادة من وجد الحب الصادق في جميع من حوله ... ووجد الصاحب الناصح في حياته ... والعائلة المتفهمة والمتواجدة دوماً حوله ...
فلا تبكي على ما مضى من عمرك ... بل أبن لك طريقاً جديداً تواصل فيه مع نفسك وقيم احتياجاتك وعش بقناعة أن الله قسّم كل شئ ... حتى تعيش بسعادة فيما تبقى من عمرك ..
شيئاً فشيئاً . يبدأ هذا الحب بالازدياد والنقصان والتغير والتقلب والبحث عن ما هو جديد ... فينتقل من حب المنزل إلى حب المدرسة والأصدقاء وإيجاد الشخص القريب من قلبه ليحيا معه سنين دراسته ..
وهكذا شيئاً فشياً .. حتى يبلغ مبلغ الشباب .. فيبدأ بالحب الذي يستقر بداخله ويملأ فراغه فتجده يبحث عمن يكمل معه حياته... فيأذن الله أن يجد نصيبه المكمل له والذي أمر الله به... وهنا يبدأ كل طرف ببذل كل ما عنده حتى يبرهن للطرف الآخر مقدار هذا الحب ويترجمه بالأفعال ...
وكالنار التي تشتعل بإضافة الوقود لها تبدأ هذه الحياة .... وما أن يبدأ هذا الوقود بالنضب حتى تبدأ هذه النار بالخمود ... ومن ثم تصبح رماداً لا تبقي الريح عليه إن هبت باتجاهه .
قد تكون هذه الريح لا تذكر ولكن الرماد له من الخفة بحيث لا يضاهيه أي شئ آخر ولكن طالما أن الوقود يكون متتابعاً على هذه النار فستبقى مشتعلة دوماً وأبداً حتى وإن قل الوقود ... ولكنه موجود
وهذه هي الحياة الزوجية التي تبدأ بتلك المشاعر الفياضة التي يغدق بها كل من الزوجين للآخر حتى يشكل على كل منهما من يحب الثاني أكثر ... فتجد القلق والمتابعة والحنان والحرص على المشاعر ... ومع مرور الوقت تبدأ هذه المشاعر تقل وتتغير من تأجج إلى استقرار وعمق ... وهذا الاستقرار قد يرضي طرفاً ولا يرضي الطرف الآخر ...
من هنا كان لابد على الطرفين من التوازن في تحقيق رغبات بعضهما البعض بأسلوب آخر .. وأن يعبرا عن حبهما لبعضهما البعض بأسلوب آخر... وهو الأسلوب الفعلي الذي يترجم العبارات ..
فلا يكفي أن يقول الفرد للآخر ( أنا أحبك ) دون أن يكون هناك فعلٌ لهذه الكلمة ..فمعنى الحب أكبر من أني كون كلمة تقال ويبخس حقها ...
أنا أحبك أمي .... كان لزاماً عليك برها ورحمتها وإغداق الحنان عليها ذاك الذي تمتعت به منها طوال عمرك ..
أنا أحبك أبي سيكون لزاماً عليك الحمل منه وعنه ... ويكفيك حمله عنك حتى حملت نفسك ..
أنا أحبكم أخواتي ... سيكون لزاماً عليك أن تبدي ذلك الحب بزيارتهم والصبر على أذاهم والتقرب لهم ...
أنا أحبكم أهلي ... أقاربي ... سيكون لزاماً عليك البحث والوصل والسؤال
أنا أحبكم أبنائي ... سيكون لزاماً عليم أن تتحملهم وتحتضنهم وتناقشهم وتربيهم وتكون لهم جناحاً يُسدل عليهم وقت الأزمات ..
أنا أحبك زوجتي ...سيكون عليك أن تعبر بكل ماتستطيعه عن ذلك الحب ...
قد يعجز البعض بنطق عبارات الحب .. وقد تكون شخصيته بنيت على عدم النطق بها بالرغم من وجودها بداخله.. ولكنه لن يعجز أن يثبت ذلك الحب بالتصرفات أبداً فإن كانت تحب الإهداء .. فلما لا تجد بين الحين والآخر وردة على وسادتها... أو عبارة مكتوبة عند استقبالها بعد غياب ..
وإن كانت تحب الاهتمام .. فما المانع من البقاء عند رأسها حين يعتريها المرض .. والاتصال بها كلما سنحت الفرصة .. والإرسال لها كلما كان هناك وقت ... ومناداتها بألفاظ محببة عند الجميع ..
وإن كانت تحب الحنان ..أو تفتقده ...فما المانع من إغداقه بين الفينة والفينة ..
وقود بسيط يجعل الحياة جميلة ورائعة وذات استقرار .... فليبحث كل منكم ماالذي يجعل الطرف الآخر هانئ البال ويكون من حولكم محباً لكم حتى تكون حياتكم مستقرة
ولايكون اختلاف ... عمن يحب الثاني أكثر ...
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13181&I=690952&G=1
شكرا لك على كلماتك الرائعة ونسأل الله لك ولأخوانك التوفيق والسداد والبطانة الصالحة
وإن كانت الرواية الأولى قد يتراءى للبعض أنها طفلة صغيرة قد تتقبل كل مايهدى لها بصدر رحب ... إلا أن قصة هذا اليوم هي حقاً حدث غريب في زمن امتاز بالغربة ليس فقط بالدين بل في أشياء كثيرة ..
تدور رحى هذه الشخصية في أحد المدارس الأهلية ( المرحلة المتوسطة ) ...
والذي حدثني بهذا هن معلمات هذه الفتاة ...
أجمعن جميعهن على كلمة واحدة وقلن في صفاتها...... لا يمكن أن نرى وجهها إلا باسماً ... تلقي السلام على من تعرف ومن لا تعرف ... هاشة باشة ... قليلة الكلام ..متميزة في دروسها ... متعاونة ... حسنة اللفظ ..شديدة الاحترام ... بالغة الحياء .. وعلى الرغم من حنطية لون بشرتها إلا أن الكل أجمع على أن وجهها يتميز بنور غريب وصفاء جميل لاتمل رؤيته ...
قد يقول الكل أن معظم الفتيات يتميزن بذلك ... وهذا صحيح .. فمازال في هذا الجيل خيراً كثير
ولكن ... الغالب عليه هو العكس للأسف
أن تكون هذه الفتاة في هذه المرحلة وفي نوعية هذه المدارس ومع ذلك تخرج أمامك من باب المدرسة بعباءةً على رأسها وغطاءً ( لانقاباً ) لاتكاد ترى من خلاله في حين أن الكل يضع عباءته على كتفه والغطاء يكاد لايكون غطاءً ...
هذا هو الفرق الذي قلما تراه ....
وحينما تسأل من وراء هذه الفتاة ... سترى الأم التي أنعم الله عليها بالدين الطيب ... بالرغم من الأب إنسان عادي جداً ...
وحينما ننظر لهذه الأم لن تجد إلا أن الفتاة نسخة مشابهة في الطباع ... والقناعات ...وذات شخصية متجددة تواكب هذا الجيل ...
من منا لايريد فتاة بهذا العقل ... من لايرغب أن تكون هذه الفتاة ابنة له ... من منا لايتمنى أن تكون ذريته بهذا الشكل .. و من منا سيدرك أن اختيار الأرض الصالحة التي سترعى هذا الجيل هو ليس بالأمر الصعب
الكل سيرغب والكل سيريد .... ولكن ما العمل .. وما الطريقة
هل ستحقق رغبتك وتجعلها فوق رغبة أبناءك الذين لم يروا الحياة بعد ... أو أن تجعل رغبة أبناءك فوق رغبتك وتسقط جميع حقوقك في اختيار شريكة حياتك..
معادلة قد يرى الجميع صعوبتها ... ولكنها ليست بالأمر الصعب ..
أن تختار المرأة ذات الدين ... ذات الخلق .. ليس بمعنى أن تتنازل عن أي حق من حقوق إلا أن التنازل يكون بعدم المبالغة بحقوقك..
فلبس من الضروري أن تكون شديدة الجمال ... فطول السواد وقرب الوساد كفيل بأن يجعل المرأة قليلة الجمال من أجمل نساء العالم لديك حينما تتعامل معها وترى طيب الخلق وطيب المعشر وحسن اللفظ ...
حينما ترى .. أدب التربية وقوة البر وجميل الوصل في أبناءك.. حينها تنام قرير العين ساكن القلب ممتلئ بالأمان ... محققا قوله صلى الله عليه وسلم ( .... وولد صالح يدعو له ... ) في زمن أصبح الأبناء فيه لايرون في والديهم إلا تحقيق مطالبهم فقط .. إلا من رحمه الله وهداه .
فإن اخترت حديقة غناء مثمرة مزهرة ...لكن ...ما إن تدقق النظر فيها وجدت السوس ينخر بها من كل جهة ولن تصمد إلا سنوات قلال
أو أرض لا يوجد بها شجر أو ثمر ولكنها رطبة ندية سليمة نظيفة تقبل ما يزرع بها وتطرح الثمر السليم المعافى فإنك بلا شك ستعمد لاختيارها .... وإن تعبت وإن شقيت ولكن العبرة بالخواتيم
ولن تدرك ذلك إلا حينما يتقدم بك العمر ...
دعاني السـاحل الشرقي ولبَّيته جيته على غـيمة الاشواق مشتاق
تركت غـــيره من اللازم وبَدّيته لعيون موج الخليج أسـوق له ساقِ
مع غيمة أبها صدوق الودّ سـريته ســرى مع سـاري الوجدان رقراقِ
يا بحر يا ما من الأسرار واريته تلفـظ زبدها وسِـرذك يا بحر باقِ
وياما من اللؤلؤ المكـنون كنيته كـم واحــدٍ حـاول الدرة ولا طاقِ
يا بحر ياما من الأحـباب ناجيته بينك وبين الحــبايب وِدّ وعناقِ
مع نسمة الليل لحن الحب غنيته في نغمة الموج لأهل الحب ترياقِ
يا بحر نور القمر بالحـب رديته خـده عـلى رقـصة الأمــواج براقِ
يا بحر طبع القمر بالحب جاريته المد والجزر عندك وصل وفراقِ
يا ويل من بحر عادي وعاديته ما يدري أنك على البواق بواقِ
أنا على موجـتك وقـتي تعـديته وأنا لمجـهول ســـر الموج تواقِ
بالشعر أنا ساحل الأجواد حييته يا أهل الكرامة كرمكم دوم سباقِ
يتحدث الشيخ عن الصلاة وأنها سبب لنجاح الإنسان في كل أوقاته ...
فتاة لم تبلغ العاشرة من عمرها أرادت والدتها مكافأتها بعد ما حملت لها شهادة تفوق دراسي فقدمت لها هدية ... والله لو قدمت لأحد أبنائنا لامتعض وتبرم وربما بكى ..أما هذه الفتاة فقد كانت فرحتها بهذه الهدية لا توصف...أخذت تتباهى بهذه الهدية وكأنها أعطيت شئا نفيسا وغاليا ... ثم أخذت تكيل لوالدتها شتى أنواع الشكر والدعوات .. وما هي هذه الهدية...
هي من ترضعه الحنان والحب ... تسقيه القيم .... تزرع فيه القناعات التي يُكمل فيها حياته ويستطيع أن يتعامل مع تقلباتها .هي من أولاها الرجل فلذة كبده وامتداد عرقه واستأمنها عليه هي من اختيرت من بين النساء لتكون أماً ... وتنال الأجر العظيم الذي كتبه الله سبحانه وتعالى لكل من أُكرمت بهذا الأمر..
ويا عجبي لمن أتم الله نعمته عليها لتجدها تتبرم من الزوج والأولاد ... وتتبرم من الحياة الزوجية ... وهي لا تدرك أي نعمة أعطاها الله إياها حينما جعلها بابا من أبواب الجنة يلج منها من بر بها من أبنائها ...ولم يقف عند حدود الأم إن كانت أماً بمعنى الأمومة أو كانت أماً بالاسم فقط ...فالحق لها كيفما كانت ...وهذه الأم ... من الحقوق التي للأبناء على والدهم قبل أن يُقدم على الاختيار ...فقد حدد له الشرع ذلك الاختيار ولم يجعله أمراً مسلماً به لكل من أراد التدخل و الاختيار ... وللمرأة شروط أن توفرت بها فقد أكرم الله ذلك الرجل وذريته ...
قال صلى الله عليه وسلم : ( تخطب المرأة لأربع لحسبها ونسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) والمقصود بـ ( تربت يداك / تعني أن الذي ظفر بذات الدين هو الذي فاز بالخير)... ولكن من هي ذات الدين ... الأكيد أنه ليس الشكل الخارجي ولكنه المحتوى الداخلي لها
..اظفر بتلك التي لها قلب لايحمل إلا الخير ... ولسان يعشق الكلمة الطيبة ... تلك التي تربت على قناعة الرضا بالقليل ...تلك التي لا تتطلع لتربية أبنائها على حب الدنيا ... حب التملق لمن هم ذوو نفوذ ومال..اظفر بتلك التي تجعل أبناءك كالأرض الخصبة التي تتقبل كل ما يزرع فيها وتنتج خير نتاج ...ولن يكون لك ذلك الأمر إلا بحسن الاختيار لها .. فهذا أولى حقوقهم عليك ...
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13146&I=683030&G=1
من منطلق ( إفتح لنفسكـ بآب الذكرى ) .... لماذا ؟؟؟
قد نغفل ونحن نتسآمر في هذهـ الدنيآ الفآنيهـ وقد نتهآوى من بين أيدي الجميع وكلنآ صرخآت وضحكآت عآبرهـ ونحن يومنآ مثل أمسنآ وغدنآ بلآ شكـ هو مثل سآبقهـ
شعر الأمير خالد الفيصل
لماذا ؟؟؟
كي يؤدي دوره , كذلك هي صفاتنا السيئة التي نعاني منها ..
ربما هي رماد لصفات جيدة - تبقي حياتنا مشتعلة -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن } د. أحمد الصقر - بتصرف -
ووالله ماعلمت من التصرف بحسن الخلق إلا راحة وطمأنينة في النفس ذلك أنه أدى مايراه الله عدلاً وحقاً .. وماجعله الله يوافق الطبيعة البشرية التي جُبلت على الحق والخير والحب ..
لاتعتبر التنازل ضعفاً ... ولا عطاء الحب جريمة .. بل إبذل وإبذل وإبذل .. وسترى بذلك إن لم يكن بحياتك .. فالآكد بعد مماتك ..وهذا من تجربه .. فكونوا رماداً....
لاحرمني الله وإياكم البذل والحب والعطاء .. في الله ولله سبحانه وتعالى
من اسباب استجابته وهذا مااشتمل عليه
قوله تعالى : { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لايحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين }
قال ابن القيم : هاتان الآيتان مشتملتان على آداب الدعاء ...
وهذه الشخصية ذات فنون ... تقتحم المكان , وسرعان ماتجد لنفسها موقعاً بين الجلوس فتبدأ شب الشر بحكايات اعتيادية ومن ثم تبدأ بتبهيرها بطرقها الخاصة , وناهيك عن تفاسيرها الخاصة في أي شي ... فتجدها حينما تقرأ مقالاً أو تعليقاً أو ترى تصرفاً , تفسره بما يمليه عليه هواها وبما تجود به نفسها طالما أن هذه النفس ستفرق بين شخصين أو ستزرع بينهما الكره أو ستبني لها موقعاً عند مسئول . فإن قرأت مقالاً أو سمعت بموضوع أو بلغها خبراً تجدها تهرع كالخيل الجامح حتى تبدأ بتفسير ذلك المقال أو ذاك التصرف على هواها الشخصي وتجد مبرراتها لدى الأشخاص الذين تشب الشر عندهم .... والمشكلة أنها تجد لنفسها مكاناً مما يجعلها تزيد في شب الشر .
وقد يتوارد لأذهان القراء أن باب الشر هذا لابد أن يكون من لحم ودم حتى يستطيع التحدث والنقل ولكن لا...
باب الشر قد يكون جماد لاحول له ولاقوه .... نعم جماد
ومن أشد أبواب الشر التي فتحت لنا في هذا الزمن ... الماسنجر ...
فوالله أنه باب شر لكل من كان هواه ملك نفسه ... وتفسيره قيد هواه وقد تكون لهذه الماسنجر مداخل لايعلم بها إلا رب العالمين إذا لم يكن الإنسان حريصاً أشد الحرص على تعامله ومع من يتعامل ...
فالإنسان بطبيعة حاله يتصرف وفق ماتمليه عليه طبائعه وقناعاته ... فقد يكون إنسان ذا طيبة وحسن تعامل ورحمة فيحتوي من هم معه بتعامله ذلك لتكون العواقب وخيمة والفهم حسب طبيعة الشخص ...فيكون ذلك الاحتواء خطأً كبيراً فأنت تعرف نفسك ولكنك لاتعرف أنفس البشر ...
فما بالك حينما يكون ذلك الماسنجر في أيدي هذا الجيل والذين يقبلون الإستضافات دون أدنى تفكير ويبدؤون المحادثات والتي تفتح أبواب وهي بالتأكيد ليست أبواب خير أبداً بل هي أبواب شر ... تجر الويلات عليهم دون أدنى إحساس والغريب في ذلك الأمر أن أولياء الأمور يرون فلذات أكبادهم يقضون الساعات والساعات خلف هذا الجهاز في فترات الدراسة واليوم الكامل في فترات الإجازات ولا يحركون ساكناً أو حتى يحاولون التعرف على كيفية تعامل صبيتهم مع هذا الجهاز بل على العكس تجد في كل منزل عشرات الأجهزة ولكل طفل جهاز والأبواب مغلقه وموصده ؟؟؟؟
وأين الوالدين ؟؟؟؟؟
طالما أن الأبناء لايحدثون إزعاج بالمنزل .... طالما أن ذلك سيعوضهم السفر والخروج وإشباع الرغبات التي ليس لها حدود ... فلا مانع من أن يوصد ذلك الباب . وما أدراك ماخلف ذلك الباب ..
ونحن طالما أننا نتعايش مع باب الشر هذا سواء أكان من لحم ودم أو كان جماداً فالله أعطانا العقل لنتدبر به أمورنا وأعطانا الأبناء لنغرس فيهم التربية الصحيحة والتي سنسأل عنها يوم العرض عند الله سبحانه وتعالى ... فالكل مسئول عمن هم تحت أمرته ومسئول عن تقويمهم وإصلاحهم وتوجيههم ووصد باب الشر الذي هو مدخل لهم ..
روى الإمام البخاري و مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع ومسئول عن رعيته ، ....... الحديث ) ،
أيكفيكم هذا ...