وقبل ذلك بأيام أنهى التسجيل في أكثر الشركات التي تريد التخصص الذي يحمله وها هو ذا يخطط للتسجيل في الابتعاث الخارجي وما زال يبحث يومياً في الشبكة العنكبوتية عن أي مجال يستطيع أن يقدّم فيه أوراقه وشهاداته التي اجتهد في تحصيلها..
وفجأة علا صوت أخيه منادياً له: «هااااااي أنت وين رحت.. أنت تسمع وشقول لك ..» فعاد إلى واقعه ونظر إلى أخيه مبتسماً ولسان حاله يقول: لقد تخرّجت من الجامعة وما زلت تناديني بهذه الكلمة وبالمقابل فأنت لا تقبل أن أنادي ابنك بهذه التسمية وتردد أن الفتى كَبُر وله اسم وهو ما زال في الثانوية العامة..ما زال أخوه يتحدث ويناقش ويسأل في قضية ابنه المتخرّج، وأي الجامعات أفضل وأي التخصصات تكون في مصلحته.. فقطب جبينه للحظة وهو يقول في نفسه: لماذا يا أخي حين سألتك عن أي التخصصات أفضل لي لماذا لم ترشدني؟
المهم أن تحصل على الشهادة الجامعية، واستمر ينظر إلى أخيه مبتسماً وينتقل بنظراته للجميع الذين ما زالوا يتحدثون.. ولسان حاله يقول: كلٌّ لديه ما أهمّه وكلٌّ يسعى لمصلحته ومصلحة أبنائه قبل كل شيء ..
عند ذلك هبّ واقفاً ليبحث عن مستقبله بنفسه ثم استأذن في الخروج وهو يردِّد: حقاً الجمر ما يحرق إلا رجل واطيه.. بقي أن أقول ثقوا بأنكم ستحصدون لأبنائكم ما تزرعون في غيرهم
الكل منا لا يكاد يمر عليه يومه دون أن تقع عينه على أحد منتجات الألبان سواء أكانت الشركات الكبرى التي تتصدر القائمة بمنتجاتها أو غيرها من الشركات الأخرى والتي انتشرت بالأسواق .. ولا يمكن أن يذهب للتسوق دون أن تكون عربته التي يدفعها أمامه تحوي ذلك وخاصة ذلك الأب الذي رُزق بالعديد من الأبناء فلابد عليه من أن يكون هذا هو ديدنه اليومي والفارق هنا بين من يضع في عربته تلك المنتجات دون النظر إلى أسعارها وبين من يرفعها نصب عينيه ويقارنها بالمنتجات الأخرى من شركات ثانية ليرى الأقل منها سعراً فيضعه في تلك العربة ...
وقد يصل في ذلك المستهلك أن يقارن بين هذه الأسعار في محلات عدة لعله يجد الأقل فيكون هو المحل المنشود لملء عربته وإطعام نفسه وأبنائه قدر ما يستطيع .. وشتان ما بين هذا وذاك وما هي إلا نعم الله لعباده لتكون الفوارق وليحتاج الناس لبعضهم البعض .. ولكن في لحظة انتهت هذه الفوارق لتصب كلها في عنوان واحد وهي ( دعوها لهم ) فالقادر وغير القادر اتحد على ألا تقف عربته التي يدفعها أمام من وضع السعر جزافًا دون النظر للمستهلك وحقوقه واعتبره أنه أمر مسلم به إن أراد المنتج وذهب للآخر الذي بقى على ما هو عليه منتظراً ومتحفزاً لردة الفعل من المستهلك فإن كانت سلبية وقبل بضياع حقوقه فالمؤكد انه يريد الربح أيضاً وسيعمد لمجاراة غيره ومن ثم تتوالى الشركات الأخرى بالرفع تحت شعار (ارفع ... نرفع) وإن كانت ردة الفعل إيجابية وثار المواطن لحقوقه فسيبقى على ما هو عليه حتى لا تطاله الحملة ويخسر.
كم نتمنى أن تُتابع وزارة التجارة هذه القرارات وتنظر في اختلاف الأسعار بين هذه الأسواق وعلى أي الأُسس بنيت إن كان مصدر توحيد سعر السلعة واحدا.. بقي أن أقول إلى متى سيظل المواطن تحت الاختبار؟
وكم نتمنى أن تُتابع وزارة التجارة هذه القرارات وتنظر في اختلاف الأسعار بين هذه الأسواق وعلى أي الأُسس بنيت إن كان مصدر توحيد سعر السلعة واحدا...
بقي أن أقول إلى متى سيظل المواطن تحت الاختبار؟
سنوات توالت وجامعة الفيصل تعلن عن فتح باب القبول للدراسات العليا دون قيود وبذلك تفتح الأمل للجميع أن يحقق ما تصبو إليه نفسه من آمال وطموحات لا يريد منها إلا أن يرتقي بعلمه ونفسه وما إن يكون ذلك حتى تتهافت الأنفس إليها عازمة على خوض هذا الغمار بأمانة..
وهنا المفاجأة حين يتم قبول الجميع وهم بالمئات في كل تخصص وتجرى الامتحانات للجميع وتتفاجأ من دخول الكثير في اليوم المحدد للاختبار لتقول في نفسك الحمد لله ما زال الخير باقيا وللجميع الحق في المشاركة.
تختم هذه التمثيلية بقبول شخص أو شخصين ممن خاضوها.. وما تبقى هو لأشخاص لم يجتهدوا قيد أنملة ولسان حالهم يقول (مساكين) المقاعد لنا وما هذه إلا شكليات فقط
وما تبقى هو لأشخاص لم يجتهدوا قيد أنملة ولسان حالهم يقول (مساكين) المقاعد لنا وما هذه إلا شكليات فقط. وليس ذلك فقط بل قد تجاور بالاختبار شخصاً يقول لك صريحة إنه تواجد بيننا فقط من أجل إثبات حضور وأنه صاحب الحظ..
العلاقات الإنسانية لايمكن أن تقاس بمدى السنوات ولا بكم النقاشات أو حتى بمدى قرب الشخص وبُعده جسدياً ونفسياً بل هي أمور تُبنى داخل النفس وتتعايش مع الجسد والفكر. فالفكرة المبنية عن الشخص من اللحظة الأولى هي الفكرة السائدة عنه مهما حاول التغيير أو الإصلاح.
كان أهلنا فيما مضى يرون أن الزواج استقرار وراحة والتجمعات الأسرية صلة والأخ والأخت نعمة من الله ،والزوجة الصالحة كمال لأركان الحياة ،والصديق هبة لايستعاض عنها ،ولكن الآن أصبح الزواج عقبة والتجمعات الأسرية تدخلات ونقاشات عديمة الفائدة ،والزوجة والأبناء عبء لابد من التخفيف منه بين لحظة وأخرى ،أما الصديق فلا وجود له ,كل هذا نتج من انعدام رحابة الصدر والتحمل والصبر,وأيضاً انعدام الحوار والمصارحة بالقول والتقبل للنقاش ،لأنه لاينفع النفخ في قربة مشقوقة فكان سوء العلاقات هي الأمر السائد.
أصبح الجميع يعيش بمشاعر لا يكاد أن تصطدم بأمر حتى تهوي للأسفل وينتهي معها حياة كاملة من التضحيات والعطاء كل ذلك من تلك الفكرة الأولى التي تكونت لدى الشخص في أول حياته تجاه هذا الإنسان ,والتي أصبح من المستحيل أن يُرى غيرها.
أهلنا فيما مضى يرون أن الزواج استقرار وراحة والتجمعات الأسرية صلة والأخ والأخت نعمة من الله والزوجة الصالحة كمال لأركان الحياة، والصديق هبة لايستعاض عنها ،ولكن الآن أصبح الزواج عقبة والتجمعات الأسرية تدخلات ونقاشات عديمة الفائدة والزوجة والأبناء عبء لابد من التخفيف منه بين لحظة وأخرى
البعض يريد للآخر أن يرى العالم من خلال منظوره الخاص والبعض يرى أنه الأسلم والأفضل في الفكر وفهم الحياة ,البعض يريد أن يفرض تجاربه على الطرف الآخر وأن مايراه هو مايجب أن يكون.
حين ترى الأطفال في لعبهم ترى منهم الشخصية القيادية والتي تتحكم في مجريات الأمر وإن لم يعجبها الحال تعتزل الجميع وتعيش الوحدة طالما أن الأمر ليس كما تريد وهذه الشخصية مهما حاولت فيما بعد أن تثبت للآخرين العكس,لايستطيع الآخرون تقبل ذلك ولا يرون إلا ذلك الطفل الذي كان يسيطر على الجموع في صغر فهو لامحالة يريد ذلك في كبر وهذا هو الفكر الخاطئ الذي نتعايش فيه ونقوقع فكرنا حوله حتى نخسر مابالإمكان كسبه لو تغيرت النظرة والفكرة الأولى.
بقي أن أقول: إنه ليس بالصعب النفخ في قِربة مشقوقة بل قد يسهل ذلك كثيراً أن رُقع هذا الثقب وأُعيد استخدامها من جديد لنستفيد منها، وكل ماعليك هو أن تغير النظرة الأولى وتتقبل فكرة التغيير وتساعد على ذلك,وتذكر أن القربة المثقوبة لاتبلل إلا حاملها.
صفة تميّزت بها غالب النساء وهي كثرة الحديث أو مايسمى باللغة العامية (البربرة) ولكن أن تجد هذه الصفة بالرجال فهي أمر مستهجن مع العلم أن هناك فئة منهم تضاهي النساء بها بل وتتفوق عليهن , ولهذه البربرة أماكن خاصة وتجمعات في أماكن متعددة لتُمارس بصورة صحيحة وبدون توقف .ولكن أن يكون مقرها المقابر هذا مالا يستطيع عقل أن يتصوره أو حتى أن يُفكر به,
ظاهرة انتشرت لا يرتضيها الشرع، ولايقرها الدين وقد ألفها بعض الناس فاستحسنوها وهي تبادل أنواع التحيات وأنواع الابتسامات وتثبيت مواعيد الوليمة في المقبرة أثناء دفن الميت , وهنا التساؤل يكون ,ألم يكن منظر المقبرة والميت كفيلاً بإسكاتهم؟؟ أوليس جُعلت المقابر ودخولها حتى نترك أمور الدنيا خلفنا ونعيش الآخرة ونتفكر إلى ماسنؤول إليه يوما ما,ألم يروا حجم المكان الذي سنودع به بعد نعيم الدنيا,
زيارة القبور والمشاركة في الدفن أصبح واجباً اجتماعياً يتحتم علينا فعله ونحن مجردون من جميع المشاعر والأحاسيس تجاه المكان والأشخاص دون أن نضع في الحسبان أننا قد نكون في مثل هذا الموقف يوماً ما ونجد من لايحترم حُرمة المكان والموقف
أم أن زيارة القبور والمشاركة في الدفن أصبح واجباً اجتماعياً يتحتم علينا فعله ونحن مجردون من جميع المشاعر والأحاسيس تجاه المكان والأشخاص دون أن نضع في الحسبان أننا قد نكون في مثل هذا الموقف يوماً ما ونجد من لايحترم حُرمة المكان والموقف وقرابة الميت للشخص والذي قد يكون أحد والديه أو أحد أبنائه , والأدهى أن نكون نحن في وسط هذا القبر وبدل أن يُدعى لنا بالرحمة والمغفرة يُرد لنا هذا الدين وبنفس الأسلوب الذي كنا عليه مع غيرنا.. جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة) فهل من العقل بل من الدين أن يأتي ميت الجسم يشيعه بعض موتى القلوب ثم يقفون على شفير قبره ثم يتعانقون ويتبايعون؟!
روى الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه أبصر رجلاً يضحك في جنازة فقال: تضحك في جنازة لا أكلمك أبداً (وهو النصح الذي نفتقده بيننا ) وقال الأعمش: كنا لنشهد الجنازة فما ندري من نعزي لحزن الجميع , وقال الفضيل بن عياض رحمه الله كانوا إذا كانوا في جنازة يعرف ذلك فيهم ثلاثة أيام,فأين نحن من ذلك كله؟! .. وحقاً أرجو بعد هذا المقال ألا تكون هناك بربره في المقبرة .
هاجت الدنيا حين تعلّق هذا المقال بقيادة المرأة وكشّر الكثير عن أنيابه حين شُبّهت بالحمل وعُطّل حق العقل في الفهم والإدراك ولم أر ذلك في أمور مست كرامة المرأة من ضرب لها وهجر لعشرتها وحرمانها من أبنائها,وكأن هذا الأمر أن تمت الإشارة إليه من قريب أو بعيد فكأننا نمس عقدة النقص لا عقدة التميز في دولة صانت المرأة وأعزتها وجعلت الرجل يقوم على جميع احتياجاتها ومتطلباتها.
من المعلوم لدى الجميع أن المرأة مهما علت في منصبها أو تمادت في تصرفاتها تظل ذلك الكائن الحنون الذي لا غنى عنه في المنزل أو المجتمع فهي كالحمل الوديع الذي يصول ويجول في أركان منزله ناشراً العبق الجميل سواء أكانت أماً أو أختاً أو ابنة وليس في تشبيهي هذا أي نوع من أنواع الإقلال في شخصها .
من المعلوم لدى الجميع أن المرأة مهما علت في منصبها أو تمادت في تصرفاتها تظل ذلك الكائن الحنون الذي لا غنى عنه في المنزل أو المجتمع فهي كالحمل الوديع
ذلك البيت الذي هي فيه يحيطه كوخ كبير(المجتمع) والذي نعيش فيه جميعاً إناثاً وذكوراً نعمل خارجه ونكدح في طلب الرزق لإتمام متطلبات الحياة التي تحيط بنا وتهددنا بكل زاوية من زواياها,وطالما أن المرأة يستفاد منها في داخل هذا المجتمع فهي محمية منه ومن أي عارض قد يتعرض لها,ولكن بعضاً ممن هم يقطنون في هذا المجتمع يريدون الاستفادة بصورة أكبر من هذا الكيان الأنثوي خارج الصورة الصحيحة التي رُسمت له من قِبل الله عز وجل حتى وإن أدت هذه الاستفادة إلى احتمالية تضررها وعند ذلك سيقف المجتمع متفرجاً طالما أنه استفاد من هذا الأمر دون أن يكون هناك أدنى شعور بالرحمة لتلك الروح التي أوذيت بالكلمة والنقد والتشهير في جميع الأماكن بل أخذ الجميع يتلذذ بأي واقعة تكون من هذا النوع طالما أنها لاتمسهم بأي سوء بل هي تمس الجانب الآخر وطالما أنهم سيستفيدون من ذلك .
بقي أن أقول: هل جلوسك خلف المقود هو ما سيجعل لك كيانا ووجودا؟ هل هذا هو ما تبقى لنا للمطالبة به؟ لا والله بل هو البداية لأمور قد تعجز المرأة عن الوفاء بها وقد تُفقدها حقاً حقوقها.. ولكن هذه المرة برغبتها!!!!!!!
الكل سيتساءل ما العلاقة والرابط بين الحمل المشوي وقيادة المرأة ؟ والمؤكد أن الكل ستكون له وجهة نظر مغايرة عن الآخر بالربط بين هذين الأمرين, لذلك دعونا نتعرف على قصة هذا الحمل. لقد أصبح الحمل المشوي من الأطباق الشهيرة في الصين, وقد تم اكتشاف هذا الطبق بالصدفة منذ مئات السنين في إقليم ناء في الصين، حيث كان أحد المزارعين يعيش في كوخ، وكان لديه حمل صغير تفانى في تربيته وحرص عليه أشد الحرص.
وذات يوم، بينما كان المزارع يعمل في الحقل، اشتعل الكوخ وكان الحمل بداخله، ولأن الكوخ كان مبنياً من الخشب، فإن النيران أتت عليه ولقي الحمل حتفه حرقاً, وعندما عاد المزارع إلى بيته، اكتشف الكارثة التي وقعت له،
كشفت الكارثة التي وقعت له، وأخذ يتجول الرجل داخل بقايا الحريق بحثاً عن شيْء يمكن الاستفادة منه، لكنه لم يجد إلا جسد الحمل، وقد أصبح مشوياً تفوح منه رائحة شهية!
وأخذ يتجول الرجل داخل بقايا الحريق بحثاً عن شيْء يمكن الاستفادة منه، لكنه لم يجد إلا جسد الحمل، وقد أصبح مشوياً تفوح منه رائحة شهية! أمسك الرجل بالحمل المشوي بين يديه وبدأ يتذوقه دون أن يحزن على فراقه أو على خسارته أو خسارة الكوخ وما بداخله, بل وجد أن مذاق الحمل طيب للغاية عندها استدعى الرجل المزارعين المجاورين له ليشاركوه الوليمة واكتشافه الجديد, وبدأوا في تذوق الحمل واستمتعوا بأكله دون أن يواسيه أي أحد منهم على ما حدث له.
بعد ذلك أصبح الحمل المشوي طبقاً شهيراً في القرية،
لكن عندما كان الرجال يرغبون في تناوله، فإنهم كانوا يضعون الحمل داخل أحد الأكواخ ثم يشعلون النار في الكوخ حتى يأتي على ما بداخله ومن ثم يستخرجون الحمل ويبدأون في أكله , دون النظر إلى الطريقة المتبعة وإن كانت صحيحة أو خاطئة أو تسببت لهم في أي خسائر أو كلفتهم ما يجنونه من مال حتى يستطيعوا بناء ذلك الكوخ, يكفي أنها قد أوصلتهم إلى ما يريدون وهو التلذذ بأكل هذا الحمل المشوي. إلى هنا تنتهي هذه القصة وينتهي معها هذا الجزء من المقال الذي سيكون لكم فيه مطلق الحرية في التفكير والربط بينه وبين قيادة المرأة دون سخرية أو تسلط كما فعل البعض، لكن بعقلانية وبنظرة واقعية لما سيكون حتى ألقاكم في المقال المقبل بإذن الله تعالى.
من منا لم يسمع عن الأخطاء الطبية..ومن منا لم يستلم وصفة طبية خاطئة تم على الآثار المترتبة عليها اكتشاف تحسسنا من الدواء الذي أعطي لنا هذا إن لم يسبق هذا الدواء اكتشافنا ويقضى على الشخص ومن ثم يُقال..خطأ طبي
هل يلزمنا حين نذهب لطلب العلاج أن نسأل الطبيب المعالج (أنت متخرج من وين) حتى نثق من أنه لن يقع بخطأ طبي ونبدأ بعد ذلك بالبحث عمن نحمله الذنب ناهيك عن التشخيص الخاطئ أو وصف الدواء غير المناسب للحالة والنتيجة خطأ طبي هنا وخطأ تعليمي هناك
إن البناء الروحي للإنسان يتألف من عقل وعاطفة، وهما عاملان مؤثران في إدارة شؤون الإنسان الحياتية، وقدرتان مهمتان في تأمين سعادته ورغده ووجوده وكما أن للمرأة عقلا فللرجل عقل وإن اختلفت الأحجام بين هذا وذاك إلا أن العقل واحد والتفكير واحد ولكن تختلف الطرق التي يتعامل فيها كل إنسان بعقله..
فمنهم من يجعله ركيزة أعماله وتصرفاته وقياس حياته فلا يبادر بأمر إلا كان لعقله التخطيط لذلك دون عاطفة فكان أنانياً محباً لنفسه بعيدا عن تقدير ذات الأشخاص وأهميتهم في حياته جُل اهتمامه ومحور حياته نفسه وسعادته فقط.
لا خير في بر والدين دون محبتهما ولا خير في تربية أبناء دون قيم ولا خير في صلة رحم دون تعاطف ولا خير في زواج دون مودة ورحمة ولا خير في أخوة دون تكاتف وإحساس
ومنهم من أغفل العقل وجعل العاطفة تحكمه وتسيره في جميع أعماله وتصرفاته فنشأ معطياً باذلاً مضحياً للغير ومتناسياً كيانه وذاته.. وكلا الأمرين ليس بصحيح.
العقل ليس إلا جزءا واحدا من وسائل متعددة يقوم الإنسان بتوظيفها قصد تحقيق المبتغى بالإضافة إلى الأحاسيس لا ينفصل أحدهما عن الآخر في جميع أمور الحياة.. فلا خير في بر والدين دون محبتهما ولا خير في تربية أبناء دون قيم ولا خير في صلة رحم دون تعاطف ولا خير في زواج دون مودة ورحمة ولا خير في أخوة دون تكاتف وإحساس ولا خير في مال دون أن يكون لله حق فيه.. لقد خالف الإسلام أمورا كثيرة أقرها العقل وصدق عليها بناءً على جاهلية مظلمة في العقل الباطن للبشر أو قوانين مجتمع أو رغبات ذاتية..
وعلى سبيل المثال.. أقر الله سبحانه وتعالى الزواج ووضع الشروط لذلك لعلمه بمن خلق وماذا يحتاج هذا المخلوق وخالفها عقل الإنسان ليبني لنفسه قوانين وشروطا جديدة توافق هواه ولكنها تبعده عن مسار سعادته فكان الانفصال والطلاق بل وكانت الغربة بين الزوجين وفُقد العامل المهم وهو المودة والرحمة بينهما.. وكما أقر الإسلام هذا الأمر, أقر أموراً عدة صاغ بها القوانين الصحيحة لحياة الإنسان وسعادته ورغده وإثبات وجوده وإنسانيته بل إنه أقر أيضاً أن الإنسان يخطئ سواء أكان بتفكيره أو بتصرفه لذلك لا بد من تلازم العقل والقلب في التفكير ووضع ميزان الإسلام بينهما.. فلا نتعمق بالتفكير وتحكيم العقل فنصل إلى درجة التجمد العاطفي والخَلق الإنساني.. بل نضع أمامنا ما يحقق سعادتنا ونصل إليه عبر عقل مفكر مخضباً بعاطفة داخلية محاطاً بقوانين ربانية.
عيش في هذه الدنيا مفارقات عدة وتناقضات لا نعيها إلا حين تعود ذاكرتنا إليها، فنكتفي بنصف ابتسامة على شفاهنا وأنين حزن يخرج من صدورنا حين ندرك أن هذه المفارقات ما هي إلا أمنيات في أذهاننا ليست صعبة التحقيق، بل هي سهلة، لكن مجتمعنا جعلها في غاية الصعوبة، لأنه ـ وبكل بساطة ـ ابتعد عن شرع الدين الإسلامي واكتفى بتقاليد المجتمع التي قيدت كثيرا من الأمور ومنعتها من التحقق، لكن من العاقل ...لا تدع الهم غالباً لأمرك
والحزن مسيطراً على فكرك، تمنى ما تريد أنت وما يحقق سعادتك وراحتك ولا تحقق أمنيات غيرك وتحقق سعادتهم، فأنت تمضي قدماً لا تعد خلفاً فانظر أمامك وحقق ما أردت بداخلك من أمنيات، وثق في أن الله سيكون معك في كسر قيود ذلك المجتمع الذي حال بينك وبين ما تتمنى.
ومن المفارقات التي نعيشها عندما نكون صغاراً مازلنا بين أحضان ذوينا ولم نخالط مجتمعاً فترى الفتاة تعمد إلى لبس الكعب العالي ووضع مساحيق التجميل أو تمارس لعبة الأسرة رغبة منها في أن تسرع بها السنون حتى تصل إلى ذلك العمر وترى الفتى يلزم جانب أباه في مجالس الكبار، ويحاول أن يتحاور معهم ويكون بينهم ليسمع كلمة أنه أصبح رجلاً فتجد الابتسامة لا تفارق محياه في ذلك اليوم وهو يردد: أنا رجل.
ومع ذلك حين نبلغ تلك الأعمار ونعيش تلك الحياة التي أردناها وننعم بها تجدنا نعود للقول: ليتنا نعود أطفالاً دون مسؤوليات وننعم بحياة الهدوء والسكينة واللعب الحر والبكاء لطلب الشئ، ولا نعيش هذه الحياة التي أصبح الفكر فيها يجثم على صدورنا وتصبح رغباتنا رهنا للأهل والمجتمع.
من منا توقف لحظة ليتدارك طفولته؟ ومن منا توقف لحظة ليتدارك شبابه؟ ومن منا لم يقل: ليتني أعود طفلاً.. أو ليت الزمن يعود للوراء سنين قليلة لأفعل كذا وكذا؟
ومن منا سأل نفسه: لماذا قلنا ذلك؟ ولماذا تبادر ذلك إلى أذهاننا؟ ولماذا نريد العودة للوراء وليس المضي قدماً في هذه الحياة لنحقق ما لم نحققه سابقاً؟
الكل لديه أسبابه.. لكني أقول هنا: لا تدع العمر حائلاً ولا تدع الحياة ومصاعبها جدراً ولا تدع الهم غالباً على أمرك والحزن مسيطراً على فكرك. تمنى ما تريد أنت وما يحقق سعادتك وراحتك ولا تحقق أمنيات غيرك وتحقق سعادتهم، فأنت تمضي قدماً. لا تعد خلفاً وأنظر أمامك وحقق ما أردت بداخلك من أمنيات وثق في أن الله سيكون معك في كسر قيود ذلك المجتمع الذي حال بينك وبين ما تتمنى.
قال تعالى ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) الزمر -18-
ولكن ماالكذب ..
الكذب يكون اختراعا لقصة لا أصل لها كأن تقول ذهبت للسفر للمكان الفلاني حتى لايقال انك لاتسافر .. أو زيادة في القصة او نقصانا يغير المعنى أو تحريفا أو اخبارا عما لا وجود له في الواقع بقصد التحايل واجتلاب النفع واستدفاع الضر وحب الظهور والبروز وتقل المراتب المزيفة من رتب هذه الدنيا من الثناء والمدح والوصف بالمعرفة والثقافة أو التشفي من انسان بوصفه بأقبح الأوصاف أو حب الترؤس أو لسوء الطوية وقلة الأدب حتى ترادف عليه فألفه فصار عادة له ومنهجا
قال سبحانه «قتل الخراصون» اي لعن وقبح الكذابون
«280» آية بالقرآن حذرت من عاقبة صفة «الكذب»
أكد الشيخ محمد بن حسن المريخي أن صفة الكذب من اكثر ما حذر الله منه في القرآن الكريم، فقد جاءت «280» آية بالقرآن توضح العاقبة الوخيمة للكذب، وأوضح ان هذه الصفة الذميمة تثير غضب وسخط الله عز وجل معلقا بأن الكذب محرم على المسلم قولا وفعلا ضاحكا به أو جادًا أو مخادعا. إن الله تبارك وتعالى إذا اراد بعبده خيرا وفقه للصلاح والعمل الصالح والخلق الكريم فكان احسن المخلوقين وإذا أراد بعبده سوءًا أوكله إلى نفسه بما كسبت يداه فظهر فاسدا مفسدا ذا خلق سيئ وطبع فاسد ولقد حرص الاسلام على أتباعه ليتحلوا بالأخلاق الكريمة ويحذروا من الاخلاق السيئة التي تودي بمروءة المرء وشيمته ودينه وتسقط آدميته وانسانيته.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ايكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، ايكون بخيلا؟ قال: نعم. ايكون كذابا؟ قال: لا. رواه مالك.
ولذلك فإن هذه الوجوه التي كذبت في الدنيا تُحشر سوداء يوم القيامة من آثار الكذب، يقول تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر: 60].
اللهم اجعلنا من الصادقين في الدنيا والآخرة ومن الذين يسلمون وجوههم لله تعالى فهو المتصرف في هذه الوجوه، وهو الذي يوجهها كيف يشاء: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [لقمان: 22].
فائدة رائعة جداً للشيخ الزنداني ..
في كتابه (وغداً عصر الإيمان) يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني بخصوص سورة العلق: كنتُ أقرأ دائماً قول الله تعالى 'كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة'، والناصية هي مقدّمة الرأس، وكنتُ أسأل نفسي وأقول يا ربّ اكشف لي هذا المعنى.. لماذا قلت ناصية كاذبة خاطئة؟ وتفكّرتُ فيها وبقيت أكثر من عشر سنوات وأنا في حيرة أرجع إلى كتب التفسير، فأجد المفسّرين يقولون: المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد معنىً مجازيّ وليس حقيقياً، فالناصية هي مقدّمة الرأس لذلك أُطلق عليها صفة الكذب (في حين أن المقصود صاحبها).. واستمرت لديّ الحيرة إلى أن يسّر الله لي بحثاً عن الناصية قدّمه عالم كندي (وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد في القاهرة) قال فيه: منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة 'الناصية' هو المسئول عن الكذب والخطأ وانه مصدر اتخاذ القرارات.. فلو قُطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإنّ صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار... ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى: (لنسفعاً بالناصية) أي نأخذه ونحرقه بجريرته... وبعد أن تقدم العلم أشواطاً وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف وصغير (بحيث لا يملك القدرة على قيادتها وتوجيهها)، وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)، وجاء في الحديث الشريف: 'اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك'. ولحكمة إلهية شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ له.
حفظنا الله وإياكم من الكذب والكذابين
قال تعالى ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) التوبة - 79 -
هكذا المنافق : شر على المسلمين , فإن رأى أهل الخير لمزهم , وهو أخبث عباد الله فهو في الدرك الأسفل من النار . والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير وأهل الدعوة وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا : هؤلاء متزمتون , وهؤلاء متشددون , وهؤلاء أصوليون , وهؤلاء رجعيون , ماأشبه ذلكم من الكلام .