جاري .. لمااااذا ؟؟؟

بواسطة Clip Birds يوم الأحد، 1 فبراير 2015 القسم : 0 التعليقات


كعادتها في هذه الفترة كانت عائدة من دوامها اليومي , وخلال ذلك رأت عاملة منزلية بيدها كيس ملابس تهرول بالطريق فقالت لزوجها اقترب منها وتحدثت معها : من أنت وماذا بك
فردت العاملة : ماما خلاص أنا أهرب من بيت أنا.
وفي لحظة فتحت باب السيارة  لهذه العاملة و أركبتها وقالت لزوجها : قُد للمنزل .
الكل منا سيفكر أو سيذهب بفكره إلى أن هذه المرأة ستأخذ العاملة للجهات المسؤولة لإبلاغ الكفيل والذي في هذه اللحظة سيكون في حسرة وقلق وتعب نفسي  , ولكن بدل ذلك كل الذي فعلته هي أنها آوتها وأقنعت زوجها بأن الله أرسلها لهم وبدون تعب .. فوافقها للأسف .
وعادت المرأة للعاملة المنزلية قائلة لها ابقي لدي  أنا افضل وليس لدي أطفال  .. وكان الاتفاق وانتهى الأمر .
ذكرت هذه الحادثة قريبة لي تعرف هذه المرأة وحاولت قريبتي إثنائها عن هذه الفعلة ذاكرة لها كل ما يمكن أن يكون من الأحاديث التي تثبت أن هذا تعدي على الجار وحقه وإيذاء مسلم وقد يكون محتاجا لها وقد يكون قد دفع من المال الشيء الكثير لاستقدامها ولكنها لم تستطع إثنائها عن تلك الفعلة .
ذكرت هذه القصة لصاحبة لي فضحكت وقال : هذا هو الحال فسائقنا والذي تعلم وتدرب على إيدي إخوتي سنة كاملة حتى أتقن القياده  ... وفجأة اصر على السفر وبالفعل أكرمناه ونفذنا له طلبه لأنه أضرب تقريباً عن العمل , وبعد فترة رأوه أخوتي يصلي جنباً إلى جنب معهم في المسجد وقد أتى إلى جارنا القريب منا براتب أجزل و اعلى مما قررته الدولة .
وأخرى تحكي ..  عاملتي كانت رائعة في التعامل معي وتكررت زيارة جارتي لي كعادتها  .. وكنت أمدحها كثيراً ولثقتي كنت أدعها تذهب لتساعدها حين حاجتها لها وكنت أضع نصب عيني أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار وما يتعلق به وحقوقه وكل أمره .. وفجأة  تمردت عاملتي علي وأصبحت لا تعمل جيداً وتطيل الصوت فاضطررت لتسفيرها .. ماهي ألا أشهر بسيطة حتى رأيتها في بيت جارتي تعمل لديها .. لم أقل شيئاً ولكني قاطعت جارتي وأقسمت أن لا أثق بأحد أبداً ولا أتعامل مع الجيران أبداً مهما كان
هذه الروايات استوقفتني كثيراً وحار فكري فيهما .. هل وصل بنا الحال لإيذاء الجار بهذه الطريقة . هل وصل بنا الحال بأن نضع خلفنا حديث محمد صلى الله عليه وسلم  .. عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه , ونمضي في حياتنا غير عابئين بما سيؤول إليه حال هذا الجار بعد أن دفع المال وأفنى الوقت بالتدريب والتعليم وأنا من خلفه أحيك المؤامرات وأدبر وأعد بالراتب الأجزل والحياة الهادئة حتى يتم لي ما أريد وأغض النظر عن هذا الإيذاء .
أَوَ عجزت أن أذهب بمالي لأستقدم عمالتي الخاصة وأدربها بدلاً من أغزو بيت جاري في ظلمة الليل وأجعله يعيش الهم والغم ..
هذه شريحة انتشرت وللأسف بينا .. فئة لا تفقه الخوف من الله ولا تفقه الخوف من أنظمة الدولة بإيواء الهاربين والتستر عليهم .. فئة لا تعيش إلا لنفسها فقط ولأجل راحتها حتى وإن كان الجار رجلاً كبيرا طاعناً في السن أو محتاجاً أو أي أمر .
فئة ظنت أن هذا التصرف من حقها فماذا حصدت .. بغض الجار وعدم ثقته فيه وبغيره من الجيران فآذت مجتمع كامل بل وزعزعت إيمانه بعظم حق الجار والذي أصبح الآن الجار السارق والجار المؤذي والجار الغادر .. وغيرها من هذه الالقاب والتي أصبحت على ألسن الجميع وبدل أن يعظُم حق الجار أصبح يستهان به نتيجة تصرف هذه الفئة البسيطة جداً.
ولكن ..
هل اقف هنا وأدع القلم يتحدث فقط عن الجار الغادر .. والجار المغدور لماذا لا يكون له ردة فعلاً بسيطة جداً وهي سؤال الجار نفسه : لماذا ياجاري فعلت هذا وقد أكرمتك ووثقت بك وأدخلتك بيتي وطبقت شريعتي وأعظمت حقك ؟؟؟ ويسمع الجواب الذي قد يشفي صدره أو يحرج جاره بهذا التصرف البغيض ؟
أما في حالة معرفتي بأن جارتي تؤوي خادمة هاربة أو سائق هارب فلي كل الحق بالإبلاغ عن هذا الأمر امتثالا لأوامر ولي الأمر والذي له الحق والطاعة فيما أمر به .. وهذا هو التصرف الصحيح .
إما بذهاب العمالة وعودتها مرة أخرى لهذا البلد في غضون أشهر لمجرد أن الجار سيدفع أكثر .. هنا لابد من تدخل السلطات لوضع الحد في هذه الأمور وتحديد الرواتب وعدم الزيادة وسن القوانين على هذه العمالة التي تغادر قبل نهاية خدمتها بمنعها من الدخول حتى تستوفي وقتها المحدد الذي استقدمت من أجله .
زمع هذا كله لا يجب علينا أبداً إبخاس حق الجار أو التعامل به بما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والذي قال ( الجار ولو جار ) فالأمر يُعمل من أجله سبحانه ولنيل الأجر وليس للتقرب للجار او نيل رضاه . فكونوا أمة محمدية حتى ولو أُذيتوا . وتذكروا وعن أبي هريرة رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن )) ! قيل : من يا رسول الله ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقه !)) متفق عليه .

تغريدة أعجبتني

من إكرامك لجارك إزالة الإعلانات المعلقة على بابه حين سفره حتى تحفظ منزله من السرقة 

0 التعليقات:

إرسال تعليق