قال تعالى ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) الزمر -18-
ولكن ماالكذب ..
الكذب يكون اختراعا لقصة لا أصل لها كأن تقول ذهبت للسفر للمكان الفلاني حتى لايقال انك لاتسافر .. أو زيادة في القصة او نقصانا يغير المعنى أو تحريفا أو اخبارا عما لا وجود له في الواقع بقصد التحايل واجتلاب النفع واستدفاع الضر وحب الظهور والبروز وتقل المراتب المزيفة من رتب هذه الدنيا من الثناء والمدح والوصف بالمعرفة والثقافة أو التشفي من انسان بوصفه بأقبح الأوصاف أو حب الترؤس أو لسوء الطوية وقلة الأدب حتى ترادف عليه فألفه فصار عادة له ومنهجا
قال سبحانه «قتل الخراصون» اي لعن وقبح الكذابون
«280» آية بالقرآن حذرت من عاقبة صفة «الكذب»
أكد الشيخ محمد بن حسن المريخي أن صفة الكذب من اكثر ما حذر الله منه في القرآن الكريم، فقد جاءت «280» آية بالقرآن توضح العاقبة الوخيمة للكذب، وأوضح ان هذه الصفة الذميمة تثير غضب وسخط الله عز وجل معلقا بأن الكذب محرم على المسلم قولا وفعلا ضاحكا به أو جادًا أو مخادعا. إن الله تبارك وتعالى إذا اراد بعبده خيرا وفقه للصلاح والعمل الصالح والخلق الكريم فكان احسن المخلوقين وإذا أراد بعبده سوءًا أوكله إلى نفسه بما كسبت يداه فظهر فاسدا مفسدا ذا خلق سيئ وطبع فاسد ولقد حرص الاسلام على أتباعه ليتحلوا بالأخلاق الكريمة ويحذروا من الاخلاق السيئة التي تودي بمروءة المرء وشيمته ودينه وتسقط آدميته وانسانيته.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ايكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، ايكون بخيلا؟ قال: نعم. ايكون كذابا؟ قال: لا. رواه مالك.
ولذلك فإن هذه الوجوه التي كذبت في الدنيا تُحشر سوداء يوم القيامة من آثار الكذب، يقول تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر: 60].
اللهم اجعلنا من الصادقين في الدنيا والآخرة ومن الذين يسلمون وجوههم لله تعالى فهو المتصرف في هذه الوجوه، وهو الذي يوجهها كيف يشاء: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [لقمان: 22].
فائدة رائعة جداً للشيخ الزنداني ..
في كتابه (وغداً عصر الإيمان) يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني بخصوص سورة العلق: كنتُ أقرأ دائماً قول الله تعالى 'كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة'، والناصية هي مقدّمة الرأس، وكنتُ أسأل نفسي وأقول يا ربّ اكشف لي هذا المعنى.. لماذا قلت ناصية كاذبة خاطئة؟ وتفكّرتُ فيها وبقيت أكثر من عشر سنوات وأنا في حيرة أرجع إلى كتب التفسير، فأجد المفسّرين يقولون: المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد معنىً مجازيّ وليس حقيقياً، فالناصية هي مقدّمة الرأس لذلك أُطلق عليها صفة الكذب (في حين أن المقصود صاحبها).. واستمرت لديّ الحيرة إلى أن يسّر الله لي بحثاً عن الناصية قدّمه عالم كندي (وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد في القاهرة) قال فيه: منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة 'الناصية' هو المسئول عن الكذب والخطأ وانه مصدر اتخاذ القرارات.. فلو قُطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإنّ صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار... ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى: (لنسفعاً بالناصية) أي نأخذه ونحرقه بجريرته... وبعد أن تقدم العلم أشواطاً وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف وصغير (بحيث لا يملك القدرة على قيادتها وتوجيهها)، وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)، وجاء في الحديث الشريف: 'اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك'. ولحكمة إلهية شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ له.
حفظنا الله وإياكم من الكذب والكذابين
قال تعالى ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) التوبة - 79 -
هكذا المنافق : شر على المسلمين , فإن رأى أهل الخير لمزهم , وهو أخبث عباد الله فهو في الدرك الأسفل من النار . والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير وأهل الدعوة وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا : هؤلاء متزمتون , وهؤلاء متشددون , وهؤلاء أصوليون , وهؤلاء رجعيون , ماأشبه ذلكم من الكلام .