روح رمضان

بواسطة Clip Birds يوم الجمعة، 28 أغسطس 2009 القسم : 11 التعليقات

ترددت كثيراً قبل البدأ في كتابة هذا المقال ليس من قلة ماأسكتب به بل لأن هذا المقال كالبحر الذي كلما ازددت عمقاً في جوفه كلما اكتشفت آيات الله سبحانه وتعالى في إعجازه ..
وهذا هو حالنا مع هذا الشهر الكريم ... بالرغم من السنوات التي فُرِض فيها الصيام وحتى يومنا هذا وهي ماتزيد عن 14 قرن من الزمان إلا أن له روحانية ليست لغيره من الأشهر .. وليس أقصد هنا فقط روحانية الدين....لا.... بل روحانية النفس وهدوءها واستقرارها ...
ومما يذكر ويلاحظ أن هذا الشهر هو أقل الشهور خصاماً وبعداً بل قد يكون بداية لصلح ومحبة...
وهذا من روح رمضان التي يبثها بداخلنا ... وليس من المستغرب ذلك فقد صادفت بعضاً من غير المسلمين وأحببت أن أرى هل لروح رمضان طريقاً إليهم .. وكما كنت أتوقع فإحداهن قد ذكرت أن الكآبة التي تصيبها على مدار العام تكون في هذا الشهر أخف مما هي عليه ولا تعلم لماذا ؟
ولكن نحن نعلم لماذا .... فشهرٌ صُفدت فيه الشياطين وملأت الملائكة أرجاء المعمورة كلها ...
شهر جعله الله له سبحانه وهو من يجازي به ....
شهر أنزل فيه القرآن...
ولا تكاد تلتفت يمنة ويسره حتى تسمع المآذن تصدح بعلو صوتها به ...
شهر فيه ليلة خير من ألف شهر
شهر فيه العتق من النار.. فيه الرحمة والصلة فيه الإحساس بالفقير ...
شهر اجتمعت فيه فضائل العبادة كلها من صوم وصلاة وزكاة وزيارة بيت الله الحرام ...
فكيف لا تكون فيه روح وكيف لا تمتد هذه الروح إلينا نحن البشر فكما مست شغاف قلوبنا وأراحت أجسادنا وارتقت بأرواحنا إلى العلو كانت لغيرنا كذلك بفارق أننا نعلم وغيرنا لا يعلم ... ومع هذا العلم الذي يتراءى لنا ونفخر أننا نعلمه وندركه ...
إلا أننا قد نبدأ هذا الشهر بالظلم ... والإجحاف ... والقسوة لمن هم أقرب إلينا من أنفسنا ... بل قد يصل الظلم أننا قد نظلم أنفسنا دون أن نعلم أن ذلك قد يصيب من أنفسنا أكثر مما نصيب به الغير ..
هذه هي الروح التي يُبدأ فيها هذا الشهر ... وغيره من الأشهر إلا أن رمضان له من الميزات التي ليست لغيره من الأشهر والتي حبانا الله وأنعم علينا بها وأنزل من الفضائل به ما نحن ليس بعاجزين على النهل منه ولكن هل لنا ذلك ..
هل لنا في النهل من خير هذا الشهر من صلاة وعبادة دون أن نخل بها ... دون أن نؤذي ...دون أن نضيع الوقت ... دون أن يكون هذا الصوم فقط صوم جسد لا صوم روح .
فإن قلت لي كيف صوم الروح .... فاعلم أ ن الروح هي من ستبلغك أنها صامت إذا ارتقت أعمالك الخيرة وزاد عطاؤك وبرك ... وقل ظلمك ... وتجملت عباراتك .. وأصبحت البسمة لا تفارق شفاتك والقناعة بما أعطاك الله إياه من خير سواء أكان هذا الخير كثير أم قليل ... وحين تفارقك روح هذا الشهر ستبلغ من الحزن مبلغه لفراقه ....
هذه كلها دلائل صوم الروح وارتباطها بروح رمضان ... ولن تقف عند هذه الحدود بل ستمتد معك طوال الأشهر التالية ... ومنها ستعلم أن الروح صامت فعلاً وبشوق لانتظاره من جديد حتى تتجدد الروح فينا ويتجدد العطاء لدينا ...
فهل لنا أن نجعل روح رمضان تمتد لداخلنا وتجدد أفكارنا ومعتقداتنا وعبادتنا وتعاملنا ونجعله حقاً بداية جديدة لنا لا شعاراً نتغنى به ونرفعه كل عام دون أن نجعل له أثر في حياتنا ونحن لا نعلم هل ستعاودنا روحه العام القادم أم .سنكون تحت التراب ونُحرم هذه الروح وهذا الأجر ... رحمني الله وإياكم ورحم كل من كان فوق الأرض وغفر لمن أُدخل باطنها .
إقرأ البقية

اللهم بلغنا صيامه وقيامه

بواسطة Clip Birds يوم الأحد، 16 أغسطس 2009 القسم : 4 التعليقات

إقرأ البقية

عش بقناعة .... تسعد

بواسطة Clip Birds يوم الجمعة، 14 أغسطس 2009 القسم : 10 التعليقات
الحــــــياة ......
عبارة عن رحلة نخوضها من أن نخرج لهذه الدنيا وحتى نعود لباطنها ... ورحلة الإنسان غريبة وقلما من يتعظ بها فهو يبدأ في حيز صغير يكاد يكفيه وهو متقوقع على نفسه يقتات من جسد أمه ... ليعود لحيز أيضا يكفيه ولكن هذه المرة سوف يُقتات منه ...
وبالرغم من معرفة هذا المفهوم لدى جميع البشر إلا أنهم مازالوا في تخبط ..مازالوا في مشاحنات ... مازالوا في كيل وغدر وكره ... والبعد عن كل ما هو جميل ..
قلما تجد من البشر من يحيا هذه الحياة بقناعة تامة .. راضياً بما كتبه الله عليه .. وبما قسمه له .. بعيداً عن الحرام قريبا من الحلال ..يتحرى الصدق في تعامله وكلامه وسائر حياته ...
فالأغلب لا يجد الراحة أبداً في طريق حياته ... فهو يريد هذا ويريد ذاك ... المال هو شريان حياته .. والسفور وتقليد الغرب حتى في ألفاظه هو التطور في عينه ...
ناهيك عمن كرس حياته للعمل طوال الوقت ولم يعط نفسه حقها ....
ومما يأسف عليه ذلك النوع الذي أوقف حياته عند مسار معين ولم يحاول الخروج منه بل وقف كالمتفرج ليرى حياة الجميع تمر من أمامه وهو يرثي لحاله ....
هذا على سبيل الحصر فقط من الأنواع التي تصادفنا يومياً ... فهل تفكر أحدنا بعد قراءة هذا المقال من أي صنف هو وهل حقاً علم أنه خرج من مكان ضيق ليعود لمكان أضيق إن لم ينعم الله عليه بأن يفسح له في قبره ...
والعجب أن الكل يعلم أن الله قد قسم الرزق ... فلن يأخذ أي أحد من هذه الحياة إلا ماقسم الله له ..... فلم التناحر
لماذا الكيد .... لماذا الغدر .... لماذا الكره ... لماذا؟؟؟؟؟
لطالما كان فكر الإنسان محصوراً في تغيير نمط حياته ... فالكل يبحث عن نواقصه والكل يبحث عن استقرار حياته التي لا تنتهي أبداً حتى يوضع في مكانه الأخير ..
الكل يحمل الهموم لغد ... هموم تنوعت أشكالها وأهدافها ... يموت وهو مازال متعلق بهذه الدنيا التي لن يطال منها إلا ماقسمه الله له ... فلم الهم ... لاأعلم ؟؟؟

وجميع من ذكرت في السابق هم اؤلئك الذين سيحملون الهم معهم أين ما ذهبوا لأنهم حملوا الدنيا في قلوبهم ... وزرعوا حب المال في نفوسهم ... وجعلوا اعتلاء المناصب وحب السلطة محض تفكيرهم .. الذين جعلوا البشر أمثالهم يسيرون حياتهم.. وفي الأخير جميعهم سيودعون لمكانهم الضيق ... والحساب على قدر العمل ...
أما ذاك الصنف الذي اقتنع أن الحياة ستنتهي به كما بدأت فهو ذاك الصنف الذي يحيا بسعادة ... يحيا بقناعة ... يحيا ولم يحمل في قلبه إلا همّ مثواه الأخير ..
مع ذلك تجده يسعد بهذه الدنيا وينهل من خيرها ويعشها بسعادة غارمة ورضا بما كُتب له فيها
فمرحى لمن وجد الاستقرار في حياته ... وشكر الله عليها
مرحى لمن رزقه الله المال والبنون الصالحين ..فقر عينه بمن يذكره بعد موته .
مرحى لمن لم يجعل الدنيا والمال أكبر همه .... فأضاع حياته وسعادته في النهل منهما .... فثقُل عليه الحساب
ومرحى لمن لم يحاسب هذا ولا ذاك بما فعلوه له ... وكان قلبه هو الذي يملي عليه جميل الطبائع ..
ويا لسعادة من وجد الحب الصادق في جميع من حوله ... ووجد الصاحب الناصح في حياته ... والعائلة المتفهمة والمتواجدة دوماً حوله ...
فلا تبكي على ما مضى من عمرك ... بل أبن لك طريقاً جديداً تواصل فيه مع نفسك وقيم احتياجاتك وعش بقناعة أن الله قسّم كل شئ ... حتى تعيش بسعادة فيما تبقى من عمرك ..
إقرأ البقية