قال تعالى ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) التحريم - 3 -
فيه جواز اسرار بعض الحديث للزوجات , وأنه يلزمهن كتمانه , وإذا أذنب أحد في حقك فلك أن تعاتبه , ولكن ينبغي عدم الإستقصاء في التثريب وذكر الذنب .
وقال سبحانه ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم - 10 -
قال تعالى ( قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ( 51 ) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ ... ) الصافات
كثير من الآباء لايدركون خطورة القرناء على أبنائهم ...., فلا يتحققون من أفكارهم وتوجهاتهم , بل قد يكتفون بمظاهر قد تخدعهم , أو أسباب قدرية للعلاقة بهم , لاتنفعهم , كالقرابة والزمالة والجوار , وينسون أن الحمو الموت , فتدبر قصة هذا القرين ( قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) - الصافات
وتحقق من قرناء ابنك قبل فوات الأوان ..
أ.د ( ناصر العمر )
ليحذر الإنسان كل الحذر من طغيان :( أنا , ولي , وعندي ) ، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها ( إبليس , وفرعون , وقارون )
( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) القصص - 78 - لقارون
( لِي مُلْكُ مِصْرَ ) الزخرف - 51 - لفرعون
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا"
بسم الله نبدأ الزرع لنجني الحصاد غداً ...
في هذه الآية أن يوسف عليه السلام لم يذكر خروجه من الجب , مع العلم أن النعمة فيه أعظم , وذلك لوجهين :
1/ لئلا يستحي إخوته , والكريم يغضي عن اللوم , ولاسيما في وقت الصفاء .
2/ لأن السجن كان بإختياره فكان الخروج منه أعظم بخلاف الجب .. ( الزركشي في البرهان )
وفيها أيضاً الحفاظ على مشاعر الآخرين , وعدم جرحها , فإنه ماقال ( بعدما ظلمني إخوتي وبعدما ألقوني في الجب , بل أضاف ذلك إلى الشيطان , وهذا من مكارم الأخلاق وتلك أخلاق الأنبياء .. ( محمد المنجد )
أسعد امرأة في العالم..عائض القرني
قالت إمرأه : مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري ..وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ..فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت علي بصري ..وندبت حظي ، ويئست ، وطوقني الهم ..فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا ..وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ..وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم ..وإذا بشيخ يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..((من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيقاً مخرجا)) ..فأكثرت بعدها الإستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك ..وما مر بنا والله سته أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة !..فعوضت فيها بملايين !وصار ابني الأول على طلاب منطقته ..وحفظ القران كاملاً ، وصار محل عناية الناس ورعايتهم !!وامتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئه ..وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي ..وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد أمرأه
من هنا ... كان الإستفار فاتحة خير على الجميع ... فلنلزم الإستغفار ولندعم كل من أحببنا له ولنجعله نبراساً لنا في كل مكان خاص أو عام وفي اماكن العمل وفي نهاية كل حديث ومجلس لعلنا خضنا دون أن نعلم (« سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبَحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ») كفارة المجلس
جزى الله خيرا من قام بالتصميم والقراءة والتعليق ...
عجباً رأيت وعجباً سأرى وما الدنيا إلا عجائب نعيشها يوما تلو الآخر وأن سالت عن الأسباب قالوا التقدم وإن الأرض أصبحت كوناً واحدا ..
وسأعود لهذا الكلام بعد أن أسرد لكم مارأيته من عجب ..وهي الحال التي وصلنا إليها بسبب هذا التقارب لكوني والذي لم نأخذ منه النفع بل أخذنا منه كل سوء وأسميناه حضارة .. وأي حضارة تلك في مشاهد يندى لها الجبين بين عامة الناس في أروقة الأسواق والمطاعم والمستشفيات والتي جميعها تجمع كل الحضارات والطبائع والعادات وأيضا الشعوب .. فتجد العربي المسلم وغير المسلم وتجد الأجنبي أيضا المسلم وغير المسلم ..
ومع ذلك تجدنا نأخذ القبيح من العادات والتقاليد ونترك الجيد منها .. وإليكم المثل ..
شباب وفتيات تجمعات أمام المحلات التجارية وأمام المطاعم بلوتوثات مفتوحة استقبال للغريب قبل القريب وهذا أمر للأسف تعودناه منهم ولكن أن يصل الأمر أن تجد الحياء قد زال تماما منهن بحجة أنهن متحررات ويواكبن التطور .. أي تطور هذا والأجنبية من النساء لم نرى عليها هذه التصرف ..
أب يجالس أبناءه خارج المحل التجاري وزوجته وبناته بالداخل .. وفي أثناء ذلك لم تترك عينيه أحد من النساء العابرات أمامه ولم يهدأ لسانه من التحرش بهن بجميع العبارات الواردة وكل ذلك وأبناءه الصبية بجانبه ...
فتيات في سن المراهقة تُركن ليتجمعن في زاوية وتعلو أصواتهن بقبيح الضحكات العالية وفي الجانب الآخر صبية في مثل أعمارهن وحين ترى أشكالهم ستعرف إلى من ينتمين فلكل واحدة وواحد منهم شكل لاتراه إلا في الفضائيات وفجأة تجد إحداهن تأتي راكضة وحين توقفت صدحت بكلمة ( هياااااااااا / أخذت الرقم ) والمعنى مفهوم .
والكثير من هذه الأمور التي يضئ بها المقال ولكم في الأسواق عظة وعبرة لجميع الأجناس وهو أمر قد ألفه الكل وأصبح يمشي وهو يردد ( لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ) أو ( نسأل الله العافية )
ولكن بعد هذا كله أرى شئ ولأول مرة بحياتي أراه إلا وهو
رجل يقف وهو يمسك بسيجارته نافثاً إياها في وجه الكل وبجانبه زوجته وابنه الصغير ويتحدث باليد لأخرى ... وحين أراد أن يدفع الحساب أعطى زوجته السيجارة والتي أخذتها بكل فخر ووضعتها بين أصابعها وكأنها تنوي أخذ نفساً منها والعجب أنها رفعتها أمام الكل بفخر ..نعم رفعتها وهي تفتخر بأنها بين يديها والرجل يعلق ضاحكاً على منظرها ( بنت رجال ) أي رجل هذا الذي يربى فتاته على ذلك ..
أم هي غيرة الرجال والتي أصبحت في عداد الماضي وأصبح كل من غار على عرضه وشرفه إنسان رجعي لايعرف التطور ويقف حائلاً دونه ..
نعم التطور والذي نطالب به ونريده ...
التطور الذي جعلنا نقبع خلف شاشات التلفاز بالساعات وأجهزة الحاسب بالأيام ..
التطور الذي جعلنا نقتني العديد من أجهزة الجوال والعديد من الأجهزة الكهربائية والعديد من كل شئ ..
التطور الذي جعلنا نقبع بعيدا عن الأرحام ووصلهم والتعامل معهم والشك فيهم وإساءة الظن بكل تصرفاتهم ...
التطور الذي أبعدنا عن ساحة الإبداع في المشاعر والأخلاق ...
التطور الذي جعلنا إمعات نتبع كل شئ دون تفكير ...
هلا سأل أحدكم نفسه ... أنت ترى بجهاز التلفاز العديد من الأفلام الأجنبية والعربية المتطورة والتي تحوي الجيد من التصرفات والقبيح من الأفعال .. أسألت نفسك لماذا استقيت القبيح وتركت الجميل ..
وأخيرا وصلتني عبارة عبر الجوال هي والله حقاً وتقول ( لم يخلق التفاهة إلا نحن ..لانتقن فن الحديث إلا عن شوجي وحليمة وليس لرمضان نكهة إلا بطاش .. عذراً رمضان فلسنا أهلاً لك ... )
إذا ماذا نقول بما ذكرت سابقاً وبالكثير آنفاً ... وبعد .. هل هذا تطور .. أم سفاهة .. أم هي تفاهة ,,
http://www.sharqia.org/index.php
خلق الله البشر وخلق بداخلهم العاطفة التي تفاوتت مابين إنسان محب لغيره باذلاً كل مايستطيعة من جهد حتى يبقي من هم بقربه سعداء قابلاً للتغيير ولو كان مرغماً على ذلك حتى يبقى بقرب من هم بحياته يحتلون الجزء الأكبر ...
وإنسان خُلق لحب ذاته رافضاً التغيير لأي سبب كان جارحاً بلفظه قاتلاً بعباراته مجحفاً بحق من يحبه
مهما بذل ... ظالماً له
ومابين هذا وذاك إنسان معتدل بعاطفته موازن لأمور حياته يتقلب بين هاتين الناحيتين ،وهذا النوع الذي لايستطيع أن يعرف لأي جهة سيكون وأي جهة هي الغالبة في حياته وقلما يستمر هذا الإنسان بتوازنه فإما أن تغلب عليه عاطفته فيكون كالنوع الأول وتارة ماتغلب عليه نفسه فيكون كالنوع الثاني ...
ولو نظرت إلى أجناس الناس ستجدهم أما هذا وأما ذاك ليس بينهما خيار آخر .. ولطالما حازت النساء على النوع الأول وبذلت مابوسعها حتى تُبقي منزلها وأبنائها في حالة ثبات وحتى تضمن بقاءهم تحت سقف واحد .. فتجدها كالشجرة الضاربة جذورها والتي تنحني كلما هبت عليها رياح الزمن قابلة بكل تغيير في بيئتها ونفسها ومحيطها لتضمن جزء من السعادة وتخلق أرض مستوية يستطيع الجميع أن يعبر من خلالها بسلام ..
وهذا لايعني أن هناك من الرجال من هم بهذا الوضع ولكنهم قلة إن قورنت بالنساء ... فهناك أصل وفروع والأصل في ذلك هم النساء .
نِعمٌ كثيرة تلك التي يمتن الله سبحانه وتعالى بها علينا في هذه الدنيا المتقلبة والتي لم أجد فيها أحداً إلا تجده ينشد الراحة بين الفينة والأخرى ... فهناك من يبحث على عمل بعد التخرج وهناك من فقد والديه وأعتلى الحزن قلبه وهاجر الفرح من حياته..وهناك من عاش وحيداً يريد الصحبة وهناك من لم يُقبل في أي جامعة فكان الإحباط والضياع وهناك من تريد الابن ولم ترزق ومن يريد المال ولم يُعطى والأنواع عديدة لاحصر لها ..
أصبحت المجالس مجالاً لتفريغ الهموم والضيق وقلما تجد الشاكر لنعم الله عليه وإن قلت .. إلا أن هذا كله ينتهي حين يكون لدى الإنسان قلباً يبحث عنه ويدعو له ويحمل له كل الحب ويبذل له كل شئ فيكون ملاذاً لحزنه وضيقه ومستودعاً لسره ومساعداً لفكره .. قلباً قيضه الله له دون جُهداً منه بل أنعم به عليه حتى يخفف عنه شقاء الدنيا , ومع هذا تجده لاينظر لذلك الاتجاه ولا لذلك القلب طالما أن الدنيا تسقيه مالديها .. بل قد يعمد إلى إيذاءه وجرحه دون اعتبار وحين يقف لينظر باتجاهه يكون الأوان قد فات .. فأي عوض بعد ذلك يكون ؟؟
فيامن وهبك الله ذلك القلب الصادق المحب الباذل الذي أعطاك دون حساب ... وساندك حتى بلغت ماتريد وتقبل رياح التغيير لأجلك ... وأمسك بيدك حتى تعبر لبر الأمان دون مقابل إلا أن تعتبر لوجوده في حياتك ..اشكر الله وحافظ على نعمته حتى لاتزول عنك .. فتجد نفسك وحيداً حتى وإن أحاط بك الكثير .وتذكر .. أن الله وهبك أمراً يبحث عنه الكثير هذه الأيام ... فانظر تجاهه قبل فوات الأوان .. وقبل أن تجد نفسك وحيداً في دنيا قل الصدق فيها .. وأصبحت جميع سِلعه للبيع .. حتى البشر ومشاعرهم ..
هل هناك أدعية خاصة لحفظ المنزل الجديد ؟.
ولكن أسوأ ماقد يرى الإنسان على وجه هذه الخليقة أن يصل أمر هذا الانتقام إلى الأبناء ويتم تشويه الصورة الفعلية لهذا الشخص بالحديث عنه أمامهم وذكر الأكاذيب والتي تجعل منهم أداة في يد هذه الأم تسيرها كيف تشاء .. فتجد ذلك الابن يخرج لمجتمع بعيد تماما عن هذا الشخص وحين يُذكر اسمه يبدأ بالكيل له وتشويهه بكل ماتم شحنه به من أكاذيب وأقاويل لايستطيع بها أن يُكذّب والدته أو والده لأنهما القدوة الحسنة أمامه ويكفينا هذا مثلا..ناهيك عن الأشياء الأخرى والتي مر بها معظمنا من أنواع الانتقام لأنك فلان من الناس،أو ذا سمعة طيبة ، أو ذو عقل مطور وناجح ..
قرأتُ كثيراً لعلي أعرف السبب الذي يجعل الآخرين ينتقمون من بعضهم البعض ولماذا ينتقمون ولماذا الاستنقاص من قدرهم وماحجة الناقل في تشويه صورة أياً كان لدى الغير .. فلم أجد سوى دراسات تؤكد على طبيعة النفس البشرية والتي تتعرض لانتكاسة مرضية سببها الغيرة والكره والحسد والحقد..
وهذا هوا لسبب فعلاً لما وصلنا إليه من التفنن في أمورنا الانتقامية.لأننا فقدنا أصلا من الأصول الإسلامية والتي من المفترض أن تجعل منا مجتمعاً يقود العالم إلى الإمام بفكره وعقله وقلبه..ولكن للأسف أخذ العالم يقودنا نحو بعضنا البعض بحقدنا وكرهنا وحسدنا وأنانيتنا تجاه بعضنا البعض ، فحاربنا الأخ قبل الجار،وهجرنا الوالدين والإخوة لأجل الأبناء ، وقطعنا الرحم تحججاً بالمسافات ، وشوهنا صورة الصديق من أجل الغيرة وعد الثقة بالنفس ، وقاتلنا بعضنا البعض من أجل دنيا فانية منتهية ليس لنا منها إلا تحصيل الأجر أو الذنب ..
تذكروا أن لذة العطاء تفوق لذة الأخذ .. فلتكن تلك دعوة للحب وعودته لقلوبنا واسترجعوا معي ( لايؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه مايحب لنفسه ) ..
لانقيس فيها كل الأمور ونتغافل فيها عن كل المساؤئ ونتقبل فيها كل مايمكن أن لانقبله من أي شخص آخر ولم يطرأ على العقل أبداً أنه سيقبلها من أي كان..
لكن طالما أنها صداقة دائمة سنقبل كل شئ حتى الكذب والخداع..سنفعل لها كل شئ وسنتحمل لأجلها كل أمر وندافع عن أخطائها في كل مكان..
سنكون البئر الذي تُلقى فيه كل الأمر وتخفى فيه كل الحقائق حتى نستطيع أن نسميها صداقه حميمة..فالكل بكراً على ماهو في معنى الصداقة يكون.
** كنت أحسبها صداقة وعلى سطح الأرض تُبنى حتى رأيتُ النجم يقرُب فعلمت أن الأمر أعلى**
وكان ذلك..وأصبحنا جسداً وقلباً وفكراً واحداً..لم يكون للقريب منا حظ ولا للبعيد منا شأن..جميل كان كل لقاء ورائعة كانت كل عبارة منطوقة وفي كل مكان تطأه أرجلنا وتعلو به ضحكاتنا كانت هناك ذكرى نُخلدها..بنيننا أحلام شبابنا ورأينا كهولتنا..معاً
لم نعي أنه لابد من النظر للبعيد..لم نعي أن التضحيات قد تُنسى والهدايا تبلى ويبقى صدق المشاعر مهما تلاطمته أمواج الحياة ومصاعبها..ويبقى دفء الحديث وصدق الوعود..كل ذلك ونحن في علياء الحياة نلامس النجم بعيد عن الواقع..
**بنيت كل أمر بصدق ووضوح في اعتقادك..ولم ترى أن البناء يُهدم في غيابك**
عدت إلى الأرض لتقف على صلابتها مرة ثانية وتتحسس تموجاتها وتبحث عن نقاء رياحها وصفاء هوائها لتستطيع التنفس بعد التوقف وتفكر بعد إعطال..ولكنك وجدت كل شئ ملوث وليس كما تركته جميلاً...نقياً...صافيا.
حاولت أن تدرك الأمر ولكن قوة الاصطدام كانت كفيلة بإخلال جزء من جسدك وكل ذرة من فكرك لأنك تنظر بعينك من كنت في عليائه...
يقف متفرجاً.. يشاهد انهيارك,صامتاً..يرْقب ردود أفعالك , مختاراً..طريقاً غيرك وبعبارة تُجمل هذا كله .. يخونك دار شريط الصداقة في ذهنك واسترجعت أحداث الحياة في لحظة توقف قلبك عقلك وانحباس أفكارك..استجمعت شتات نفسك وانحدرت دمعة من عينك حفرت أخدوداً على خدك كانت كفيلة بإطلاق صرخة من صدرك تًدرك فيها أنك توسطت مثلت الرعب..
احتسبتها صداقة...فكنت تضع النقاط بثبات فجعلتها محبة وسموت بوفائك وصدقك لترى من ميّزته..يخونك ويُسقطك من علياء بنائك غير عابئ بآلامك..فرسمت مثلثا طوقت به نفسك ومنعت بصيص الضوء وقليل الهواء يعبر لك من خلاله..
وهأنت ذا تعود لتقف مره ثانية وتبتسم لبداية أخرى..ولكن ياترى هل ستكون في داخل المثلث أم خارجه..هل ستغلبك طبيعتك المحبة مرة أخرى أم ستغلبها..لاأحد غيرك يعلم..
فأنت الآن لم تعد بكرا في جوانب مثلث الرعب..ولكن لاتكن أنت من يبنيه لغيرك..
وتذكر قول الشافعي:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ** فدعهُ ولا تكثر عليه التأسفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ** ولا كل من صافيته لك قد صفا
إن لم يكن صفو الوداد طبيعة ** فلا خير في خل يجيء تكلفــا
ولا خير في خل يخون خليله ** ويلقاه بعد المودة بالجفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ** صديق صدوق صادق الوعد منصفا
انتهى..
ما ستدركه أعظم مما ستعطيه.