عجزت أن أدرك

بواسطة Clip Birds يوم الأحد، 1 فبراير 2015 القسم : 0 التعليقات

لماذا تتعالى أصوات الفتيات وضحكاتهم حين يخرجون بجماعات إلى أماكن التسوق .. وحين يرون فتى يمر بالقرب منهم .. ويظهرون بمظهر غير لائق ويفقدون الإحترام من قبل أي شخص يمر بقربهم ليلفتوا الأنظار ... أهو عدم ثقة بالنفس ؟؟ أم رغبة في البروز ؟؟ أم مباراة فيمن تسقطه قبل الأخرى ؟؟ وإن سألتهن قالوا (حرام نوسع صدورنا ؟؟ )
وبالمقابل .. لماذا يهدر الفتى رجولته في متابعة النساء في كل مكان ... وإلقاء العبارات الكاذبة والفاضحه ليستميل أحداهن .. وبالمقابل قد يتعرض للأهانة والإذلال من قبلها أو من قبل أمثاله من الصبية .. وإن سألته قال  ( ياخي شباب .. خلنا نستمتع .. لاتصير حنبلي ؟؟ )
عجزت أن أدرك .. لماذا نبتعد عن مايريدنا ونتبع من لايريدنا .. بالرغم من أن من لايريدنا قد يمارس صنوف الإبتعاد والتجاهل .. وصنوف التعامل والكلام السئ .. ومع ذلك نغفر له كل زله ونتبقبل منه كل عله وأنا من يريدنا فقد نفقده لأدنى سبب كان ... ولانهتم لذلك .. وإن سألت قالوا ( اللي يحب  يتحمل ماجاه ) .
عجزت أن أدرك .. سعي الفتاة حثيثاً للزواج وتحسين صورتها وشكلها قدر الإمكان حتى تحظى به وبمجرد أن يكون ذلك ... تبدأ المشاكل والظهور بالشكل الحقيقي والتعامل السئ وإنهيار الأقنعه والإنتهاء بالطلاق أو بالكلام السئ عن الزوج والزواج برغم حملها شهادات عليا. وإن سألتها قالت ( يقولون مطلقة ولايقولون عانس ) . 
وبالمقابل عجزت أن أدرك عدم فهم الناس لحديث ( اقضوا حوائجكم بالكتمان ) .. وخاصة النساء والذين يصورون حياتهم مع ازواجهم أنه قطعة من العذاب وأن أبناءهم متمردين عليهم وأن عيشتهم لاتطاق وقد يصل حد التمثيل إلى البكاء وسب الزوج وأهله وأصحاب الأبناء ووو ...  والحق أن عيشتهم العكس تماما .. وإن سألتهم قالوا ( العين حق ) .
عجزت أن أدرك .. لماذا الأمهات ترى أبناءها دوماً لايخطئون  وأن سبب خطأهم هم الأصحاب والأهل  المقربين  لهم .. ولو تحدث أحد عنهم بأي مكروه هاجت وماجت وقاطعت وأشجبت وأنكرت وفي بعض الأحيان قد تتقمص شخصية مسليمة الكذاب وتلقي التهم جزافاً على أبناء الغير ليروا أن أخطاء ابناءها لاتقارن بغيرهم وأن سألتها قالت ( كلاً يعرف تربيته ) .
عجزت أن أدرك .. علم الناس الدائم بأن العيد في اليوم الفلاني ومع ذلك تجدهم بأسواق حتى ساعات الفجر الأولى تبضع وتتسوق وتعيد وتأخذ ... وتنتهي بالسباب والشتم وأن الموعد قد سبق وقته وأن الوقت غير كافي ... وهذا هو حالهم كل عاااااام وأن سألتها قالت ( إن ماسوينا كذا محنا بحريم ) .
عجزت أن أدرك .. عرض الرجل ابنته على رجل متزوج اثناء وليمة غداء أوعشاء  لأنه أدى له خدمة أو غير ذلك من العقائد المجتمعية .. دون النظر لأي تكافؤ بينه وبينها  بأي حال والذي ينتهي غالباً بما لايحمد عقباه وإن سألته قال ( لحية غانمة ) .
عجزت أن أدرك ترديد أبناءنا لنا ( أنتم لاتفهمون  .. عالمنا يختلف عن عالمكم .. نحن جيل التقنية .. أي جيل هذا الذي يستقي منهجاه من تقنية حتى أوردته المهالك والإنفصام والإكتئاب وعدم التصديق والإبتعاد عن الصلة وجعل الأصحاب أقرب من الزوالدين والإخوه حتى أصبح أكثره جيل إرهاب .. أي جيل هذا .. والذي حتى الآن لايعرف مايريد .. إلا أنه يريد أن يكون ثرياً بأي حال ليحقق ماتصبو إليه نفسه وإن سألته قال ( خل الواحد يعيش شوي خنقتونا ) .
عجزت أن أدرك .. ابتعاد الأم عن فتاتها وعدم إفهامها ماهية الحياة .. وأمورها الشخصية  .. وكيفية التعامل مع الزوج لاحقاً .. وإن سألت لماذا ؟؟؟ كان الرد ( لاتصير وسيعة وجه ) ونسيت أن الجيل على قولهم جيل تقنية فإن لم نلحقه بالتربية الذاتية الحصينه لحقه غيرنا بالتربية التقنية المفتوحه على مصراعيها .
عجزت أن أدرك .. برغم قوة الأب أو ضعفه .. عصبيته أو بروده .. جنونه أو هدؤه .. أن خرج من حياة فتاته بأي حال كان سواء ( زوجته أو ابنته فكلاهما فتياته ) ..   ( موت .. طلاق .. سفر ..الخ ) إنهار جدار حصين في حياتها وأنكسرت  للأبد  .. وهنا لايوجد سؤال فهو حق .
عجزت أن أدرك .. تقدم الكثير بالعمر .. ودرس وتوظف وأصبح لديه المال .. ومازال حتى الآن يسوف بالحج وأداء آخر الأركان الواجبة عليه .. وإذا سألته قال ( الله للحين مادعاني ) !!!!
عجزت عن إدرك جر الوالده لولده ( والذي يحمل شهادات عليا )  لخطبة لايعلمها .. ولايعلم ماهيتها .. بل يأتي مذعناً ويقبل بالأمر وتتم الخطبة وعقد القرأن .. وينتهي الأمر ويعود لمنزله استعداداً لزواجه .. ويقبل كل هذا بالرغم من استيائه ولكنه لايتحدث ولايقول .. وينتهي الأمر بروتينة حياته وفقده لقلبه وأحياناً للطلاق .. وإن سألته قال بغير قناعة ( ياخي بر الوالدين ) .
عجزت أن أدرك .. قبول الفتاة لرجل لاتعرفه أبداً .. بل مجرد رجل حُيرت له سنين عديده .. ورفض لأجله كل من تقدم .. بالرغم من أنهم أحياناً أفضل منه في كل شئ .. وإن سألتها قالت ( رجال وبس ) ؟؟؟؟
عجزت أن أدرك .. الكثير والكثير منكم يقرأ هذه الكلمات الآن وكلمات غيرها ومقالات عديدة .. ويعلم بداخله أن تحاكي الحقيقة وتمس الإسرة وتهدم المجتمع  ومع ذلك .. يقرأ لمجرد القراءة ولايحرك ساكناً بأي تغيير لابنفسه ولا بأسرته ولامجتمعه .. وتظل الدائرة تدور .. ويظل إمتدادنا مع ابناءنا بنفس الخطأ .. حتى تقوم الساعه وإن سألتهم قالوا (  ياخي شنغير وشنبدل ... هالأشياء عشنا وتربينا عليها ) ؟؟؟
عجزت والله إن أدرك كثير من الأمور ... وأشدها  ( أين العلة ؟؟؟ وفي من تكمن ؟؟ فينا ؟؟
 أو ابائنا؟
 أو أبنائنا ؟
 أو مجتمعنا ؟؟
أو تربيتنا ؟؟
أو دراستنا ؟؟
أو عقولنا ؟؟
أو قلوبنا ؟؟
 أو ماذا ؟؟؟؟؟؟

فليدرك كلاً نفسه .. وليجد علته .. وليصلح ذاته .. وهي والله البداية لصلاح الدائرة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق