بقايا بشر

بواسطة Clip Birds يوم الجمعة، 22 مايو 2009 القسم : 4 التعليقات
يتساقط عمر الإنسان أمامه كأوراق الشجر في فصل الخريف.. إيذاناً بتجديد الحياة في ذلك الغصن..دورة حياة لهذه الورقة اشتدت حتى ظنت أن ليس هناك من هو أقوى منها ومن بعد ذلك أصابها الهزل واصفرت وسقطت لتعلن نهاية أجلها.. وهذه هي حياة الإنسان تبدأ وتنتهي كما هذه الورقة. إلا أن الاختلاف هنا أن الإنسان يعيش مراحل حياته ويطبع بصمات أفعاله..
ليترك الأثر الذي يذكره الناس به..
أو الذي يريد أن يذكره الناس به..
لن ينكر أي أحد منا أن الإنسان خلق وفي داخله خير كثير بل الأصل في خلقه هو الخير.. ولكن حينما يشتد عوده يبدأ في توجهه فإما أن يكون على تلك الطبيعة التي خُلق عليها أو أن ينتكس ويعمد إلى طريق الشر..
ويكون هذا إيذانا بسقوطه إلى الهاوية والتي لن يستطع الخروج منها مهما حاول إلا أن يدعو ربه بتطهير ذاك القلب الذي تدنس بفعل الشر وإيذاء الناس..وناهيك عن إيذاء الناس والتفنن فيه..فمن بساطة في الإيذاء إلى تكنولوجيا جديدة نافست هذه الأمور البسيطة..تفنن الناس في التكنولوجيا ظناً منهم أنها أمور بسيطة لا تُحمل على الجد بعيدة عن حساب الله وعقابه بعيدة عن كتابة منكر ونكير لها..
تكنولوجيا تحمل في طياتها اتهامات وقذفا وتهجما وألفاظا بذيئة وكلها من وراء جدران الظلام..فإن كنا لا نراها ولا نعلم من مرسلها فالله أعلم..
هذه التكنولوجيا التي أنعم الله بها علينا فأساء الناس استخدامها وما زالوا يفعلون ذلك بدل شكر الله على هذا التطور.. فأصبحوا من شاكرين إلى مأثومين.. بل إلى مرتكبي حرام... بسبب رسائل ترسل من شرائح أرقام مبهمة لا تُشترى إلا لذلك الغرض وهو إيذاء فئة من الناس أو شخص بعينه.....تكال له أنواع السباب والشتائم والقذف والدعوة السيئة عليه وعلى أهل بيته..ظناً منهم أن هذا الأمر يؤذي فقط الطرف المرسل له والحق انه يعتمد على تلك الشخصية فإن كانت حقا تستلم لهذه الأمور فقد أصابوها في مقتل ولكن إن كانت على بينة من أمرها فهذه الأمور تجري أمامها وتنساب كما ينساب الماء من بين أصابع اليد..
أي نوع من الشخصيات هو حينما يكون قابعاً في منزله بين جدران باردة وبين يديه رقم مجهول الهوية ليبدأ ممارسة هوايته المفضلة وهي إيذاء الناس..
أيعقل أن يشعر بالرضا.. وإن كان يشعر بذلك.. فوالله إنه مريض.
فهو على علم أن استخدامه لهذه الأساليب والطرق ما هو إلا ضعف..فإن كان صاحب حق فما الذي يمنعه من أن يتحدث ويواجه ويتكلم ويطالب بحقه.. بدل هذا الضعف الذي اعتراه وجعله يبذل المال الذي سيسأل عنه (... وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)
وبدل أن يكون جوابه لله سبحانه وتعالى أنني أنفقته في حلال.. سيكون رده.. أنفقته في حرام.
الكلام في هذا المجال لا يقف عن حد ومن المؤكد أن الذين أوذوا ليسوا بالقليل ولكني ومن هذا المنبر أقول لكم: ما هؤلاء إلا ذباب تطاير ووقع على أذى.. فهل طالكم منه شيء؟
أبدا....
ولكنه آذى نفسه.. فأصبح لا يوجد بداخله إلا جزء من بشريته وفقد الجزء الأعظم.. وبدل أن يكيل للناس الأذى فليرفع يده لله ويدعو بإحقاق الحق بدل أن يحقه هو.. بالإيذاء.. وبدل أن تُرفع يد أم أو أب بالدعوة عليه.ضوء ...اتقوا الله فيما ترسلون في الخفاء.. فإن كنا لا نراكم فالله يراكم ومن أعظم من الله حسيبا ورقيبا.

4 التعليقات:

جاسم هارون يقول...

أختي هند

تطرقتي الى موضوع هام وحساس وهو الاتصالات المزعجة والرسائل الغير مرغوبة
جزاك الله خير فقد كان للتذكير والتخويف من مراقبة الله مؤثرة جدا في الموضوع فلو لم يقرا القارئ الا هذا التحذير الالهي لكان كافيا

خالد بوبشيت يقول...

سعادة الاستاذة : هند المسند المحترمه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اود ان اشارك رايئ في الموضوع الجميل بقايا بشر

ما اجمل هذا الموضوع وما اجمل هذه الكلمات

فعلا يتساقط عمر الإنسان أمامه كأوراق الشجر في فصل الخريف

وبعدها تجدد الحياة

اتمنى من كل انسان ان يجلس مع نفسة لو نص ساعه يفكر فيها في مخلوقات الخالق سبحانه

اختي الغالية هند وربي في ناس لا تشكر الله

وربي في ناس ولا تفكر تنظر اليك من الكبرياء

دائما علشان الخير يصبح كثير وهذه النعمة تدوم لابد ان انقول

الحمدلله على هذه النعمة وربي حنا في نعمة عضيمة من الخالق

وربي في العطلة الماضية سافرت إلى كوريا كان هناك عندي مؤتمر سافرنا قبل المؤتمر بثلاث ايام وربي واقول الحمدلله أن اخذنا معنا بعض الفظائر والبسكويت والشكولاته وربي اول ثلاث ايام نقول نريد نرجع السعودية ما قدرنا نتحمل اكلهم بعدها بدء المؤتمر الحمدلله قمنا ناكل

بس وربي عشنا ايام وربي نقول وين النعمة التي هي عندنا

اختي هند وربي هناك ناس حتى على النعمة يتكبرون يا سبحانه الله

هذا من ناحية الاكل

ناتي من ناحية التكلوجية الحديثة

يا كثر من يسئ في ا استخدامها في البيت وفي الطريق وفي كل مكان

كثير منا يسئ استخدام التلفاز في اشياء لا ترضى ربي العالمين

ومن يسئ استخدام الجوال في اشياء لا ترضي ربي العالمين من رسائل وصور وغيرها

اصبح البلوتوث شئ من الفساد في السوق وفي المجمعات في كل مكان

حتى في القطار ترسل بعض المقاطع المخلة والعياذ بالله

لماذا نسئ الاستخدام لماذا لماذا

من هو السبب الرئيس في هذا الاشياء هل هو البيت هل هو الاب ام الام او الاصحاب

تساؤلات كثير لا توجد اجابة انا احد الاشخاص كرهت شئ اسمه سوق بسبب الشباب

انا دائما أسأل حالي سؤال واسال كثير من الناس

ليش الانسان يعمل شئ بدون تفكير ليش

لية اصبح حال شبابنا كذا

اخي هند وربي سوري طولت عليك اكتفي بهذا القدر

بس شئ يثير البال
بس حبيت ابدء رايئ في هذا الموضوع الرائعة ومن جد اتمنى المزيد
اخوك

خالد بوبشيت

amaq001 يقول...

ردا على موضوعك بقايا بشر
في هذا العصر كل شي تغير في حياة البشر في اخلاقهم وقيمهم واحيانا تتحير من تصرفات البشروش جرى وايش صار تتمنى انك ماعشت في هذا المجتمع المتناقض في امره تزرع الخيروتحب المساعده له وتنعكس عليك لذا تقول في بعض الاحيان طنش لا تسمع ولا تشوف وما عليك الا الصبر ولاحتساب .
احيان استغفر الله انك تحب تعيش في جزيره ما يعيش فيها الا الطيور ارحم .
هناك من الناس من يتلذذ في اذى البشر ويحب الحسد ويضايقهم في عيشتهم وفي انفسهم الله يبعدهم .
طعم الحياة العيش بحب ووئام مع الناس ومن حولك هذه هي حقيقة حلاوة الحياة ولذتها .
خدمة المجتمع من افضل الاعمال ولكن هل هذه مقدره عند مثل هذا المجتمع؟
اخيرا شي مهم هو اننا يجب ان نزرع عادة التطوع في انفس ابنائنا حب الخير للغير والمساعده والتصدق وغيره حتى يكون الجيل القادم يتغير الى الافضل لعل وعسى.

شاكرا لك على اهتمامك في طرح المواضيع النافعه والهادفه الله يجعلها في ميزان حسنات اعمالك

هند المسند يقول...

أستاذ جاسم أستاذ خالد أستاذ عبدالمحسن
الله يجزاكم خير ويبارك فيكم ... ومادامت الدنيا تحوي أمثال حميتكم وغيرتكم فثقوا أن الدنيا مازالت وستزال بخير...
أزرعوا في أبناء هذا البلد وابنائكم الخير
ثبتوا قناعاتهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن الله إذا أحب عبداً أصاب منه )
اجعلوهم يتقبلون هؤلاء الناس في المجتمع حتى يعلموا النعمة التي نحن نعيشها بقلوب صافيه محبه باذله رحيمة
ولنفعل كما فعل ابن القيم مع كل من آذاه ... كان يهديم الهدايا الدنيوية ..
لماذا؟؟؟
لأنهم كانوا يهدونه الهدايا الأخروية ,,,, وأي نعمة تلك حينما نقف أمام الله وتنهال علينا هذه الحسنات ..
لاحرمني الله تواصلكم وجزاكم الله خيرا

إرسال تعليق