عش بقناعة .... تسعد

بواسطة Clip Birds يوم الجمعة، 14 أغسطس 2009 القسم : 10 التعليقات
الحــــــياة ......
عبارة عن رحلة نخوضها من أن نخرج لهذه الدنيا وحتى نعود لباطنها ... ورحلة الإنسان غريبة وقلما من يتعظ بها فهو يبدأ في حيز صغير يكاد يكفيه وهو متقوقع على نفسه يقتات من جسد أمه ... ليعود لحيز أيضا يكفيه ولكن هذه المرة سوف يُقتات منه ...
وبالرغم من معرفة هذا المفهوم لدى جميع البشر إلا أنهم مازالوا في تخبط ..مازالوا في مشاحنات ... مازالوا في كيل وغدر وكره ... والبعد عن كل ما هو جميل ..
قلما تجد من البشر من يحيا هذه الحياة بقناعة تامة .. راضياً بما كتبه الله عليه .. وبما قسمه له .. بعيداً عن الحرام قريبا من الحلال ..يتحرى الصدق في تعامله وكلامه وسائر حياته ...
فالأغلب لا يجد الراحة أبداً في طريق حياته ... فهو يريد هذا ويريد ذاك ... المال هو شريان حياته .. والسفور وتقليد الغرب حتى في ألفاظه هو التطور في عينه ...
ناهيك عمن كرس حياته للعمل طوال الوقت ولم يعط نفسه حقها ....
ومما يأسف عليه ذلك النوع الذي أوقف حياته عند مسار معين ولم يحاول الخروج منه بل وقف كالمتفرج ليرى حياة الجميع تمر من أمامه وهو يرثي لحاله ....
هذا على سبيل الحصر فقط من الأنواع التي تصادفنا يومياً ... فهل تفكر أحدنا بعد قراءة هذا المقال من أي صنف هو وهل حقاً علم أنه خرج من مكان ضيق ليعود لمكان أضيق إن لم ينعم الله عليه بأن يفسح له في قبره ...
والعجب أن الكل يعلم أن الله قد قسم الرزق ... فلن يأخذ أي أحد من هذه الحياة إلا ماقسم الله له ..... فلم التناحر
لماذا الكيد .... لماذا الغدر .... لماذا الكره ... لماذا؟؟؟؟؟
لطالما كان فكر الإنسان محصوراً في تغيير نمط حياته ... فالكل يبحث عن نواقصه والكل يبحث عن استقرار حياته التي لا تنتهي أبداً حتى يوضع في مكانه الأخير ..
الكل يحمل الهموم لغد ... هموم تنوعت أشكالها وأهدافها ... يموت وهو مازال متعلق بهذه الدنيا التي لن يطال منها إلا ماقسمه الله له ... فلم الهم ... لاأعلم ؟؟؟

وجميع من ذكرت في السابق هم اؤلئك الذين سيحملون الهم معهم أين ما ذهبوا لأنهم حملوا الدنيا في قلوبهم ... وزرعوا حب المال في نفوسهم ... وجعلوا اعتلاء المناصب وحب السلطة محض تفكيرهم .. الذين جعلوا البشر أمثالهم يسيرون حياتهم.. وفي الأخير جميعهم سيودعون لمكانهم الضيق ... والحساب على قدر العمل ...
أما ذاك الصنف الذي اقتنع أن الحياة ستنتهي به كما بدأت فهو ذاك الصنف الذي يحيا بسعادة ... يحيا بقناعة ... يحيا ولم يحمل في قلبه إلا همّ مثواه الأخير ..
مع ذلك تجده يسعد بهذه الدنيا وينهل من خيرها ويعشها بسعادة غارمة ورضا بما كُتب له فيها
فمرحى لمن وجد الاستقرار في حياته ... وشكر الله عليها
مرحى لمن رزقه الله المال والبنون الصالحين ..فقر عينه بمن يذكره بعد موته .
مرحى لمن لم يجعل الدنيا والمال أكبر همه .... فأضاع حياته وسعادته في النهل منهما .... فثقُل عليه الحساب
ومرحى لمن لم يحاسب هذا ولا ذاك بما فعلوه له ... وكان قلبه هو الذي يملي عليه جميل الطبائع ..
ويا لسعادة من وجد الحب الصادق في جميع من حوله ... ووجد الصاحب الناصح في حياته ... والعائلة المتفهمة والمتواجدة دوماً حوله ...
فلا تبكي على ما مضى من عمرك ... بل أبن لك طريقاً جديداً تواصل فيه مع نفسك وقيم احتياجاتك وعش بقناعة أن الله قسّم كل شئ ... حتى تعيش بسعادة فيما تبقى من عمرك ..

10 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم

استاذه هند وصلني عبر الايميل متطقف من تدوينتك وقرأت هذه الكلمات التي جعلتني مجبرا على شرف التعليق

فعندما نقول القناعه فنحن نتكلم عن ذالك الشي الخفي في انفسنا مهما حاولنا ايصاله للاخر لن يفهمه

لان القناعه حسب اعتقادي البسيط خصوصا بين العلاقات الاجتماعيه هي البحث عن من يحتوينا سواء صديق او حبيب لانها مسألة نفسيه وهذا ما يبرر حصول تلك المشاكل او النزعات بين الناس لكن لهذه المشاكل لذه وعذوبه

اما القناعه في امور اخرى كمقتنيات والحاجيات فلا اعتقد انه من الضروري ان اكون مقتنع بشي لان طبيعة الانسان ان يبحث عن الافضل ربما هذا الشي جميل وربما فيه عناء وتعب لكن تستمر الحياه


اخيرا لا يسعني الا ان اقدم لك احترامي وتقديري لشخص الكريم

اخوك مشاري

غير معرف يقول...

السلام عليكم

استاذتي هند المسند طرح رائع وملامس لمجموعة بل لعينات كثيرة في هذا العام .
فنجد من صار جل همه كيف يبني مستقبل وطريقة جمعه للمال .
الا يعلم انه في هذه الحياة مسير وليس مخير جميعنا كتبت لنا حياتنا ولا ندري الى اين تذهب بنا .
القناعة شي جميل فالانسان القنوع الذي يرضى بما كتبه الله له فالتوفيق حليف له .
اتنمى لك التوفيق واسف على تاخيري وذلك لعدم تمكني من الكتابه

وانشاء الله تجدين هلال العتيبي متواجد دائما ليرد الجميل لك

اتمنى لك التوفيق بالدارين

هند المسند يقول...

أستاذ مشاري ..
مرحباً بك في مدونتي المتواضعه...
ومفهوم القناعة الذي أرمي إلية أم ماقصدته هوالقناعة إلى مانصل عليه ...كما ذكرت المقتنيات ..فحين لاأستطيع ان أوفر ماأصبو إلية وأقتني أقل مما كنت أريد هنا لابد لي من القناعة بما لدي حتى ترضى دواخلي ولامانع من البذل
ولكن في بعض الأمور ثق أن القناعة هي السبيل للمحافظة على جوهرنا الداخلي
دمت بود

هند المسند يقول...

استاذ هلال ..
أخيراً استطعت التعليق ... مرحًبا بك دوماً على المدونة والإيميل
وحقاً كما ذكرت الإنسان مسير لامخير ... ولو أن الله أراد أن يسير الإنسان بكل ماهو مكتوب لما أعطاه العقل ولما جعل تغيير الأجل في يده
قال صلى الله عليه وسلم ( صدقة السر تقي مصارع السوء ) وقال بأبي هو وأمي ( لايرد القدر إلا الدعاء ) وغير ذلك من الأمور التي جعلها الله لنا سبيلاً حتى يعطيك الخيار في أمور حياتك الأخروية ... فكيف بالدنيا
أنت مخير في كل أمر ... ومع وجود القناعة ستعلم أنك في نعمة لاتضاهيها أي نعمةخرى
دمت بود

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

اختي هند

كلمات تلامس الواقع لكثير من يبحثون عن السعادة (زعموا)خارج اسوارهم

يبحثون عن الحب والتجديد

يبحثون عن تجديد الشباب بحب جديد ربما كان مصيره الفشل لا للحب الجديد وربما للاساس ايضا

من معايشة لواقع اكاد اقول حروفك اختي هند تلامس بعض الجروح

لا اجد الا ان اقول الله ينور دربك وطريقك لكل خير

دمتي بعافية

جاسم

هند المسند يقول...

أخ جاسم ...
كثير منا أعطى الحب بقلب صادق لعله يجد المردود الصادق ولكنه يصطدم بأشياء كثيرة في حياته ... ولكن هل نقف عند هذه الحدود
إن أعطيت بصدق فثق أنك لم تخسر شيئاً من كيانك وإن خسرته فاعلم أنك ليس بالخاسر بل الطرف الآخر الذي فقد هذا الصدق في حياته ... وهذا الشئ قلما يحصل عليه الإنسان ...
أسأل الله قبول دعوتك وجزاك الله خيرا

خالد / بوعمر يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وربي كلامك عين الصواب

وربي في ناس فعلا يضيعون ما يملكونه

اعطيك مثلا

صديق لي متزوج وربي انعم عليه ببنت

لماذا لا يحترم النعمه التي اعطاها الله اياه ويقول الحمدلله لماذا

رغم ذلك يبحث عن بنات وغيرها

حاولت اغير منه شئ لكني لم اقدر

استاذه/هند ياليت كل من يقرأ سطر من كلامك او من الكتاب الثانيين على الاقل ياخذ الفائدة

لا تحرمينا من جديدك

تسلم هذه الايدي على هذا الموضوع الجميل

هند المسند يقول...

استاذ خالد /
كثير من اللي أعرفهم ربي أنعم عليهم بكل شئ جميل .. لكن للأسف فقدوه لأسباب واهية وتافهة ولاعرفوا قيمته إلا بعد مافقدوه ...
وهاذي هي الدنيا
انا وغيري نكتب واللي له عقل في قلبه اكيد بيستفيد
دمت بود ولك شكري للتعليق والمرور

غير معرف يقول...

وكعادتي انتظر عدد يوم الجمعه لاتصفح جريده اليوم
للبحث عن زوايتي المفضله,,

وكعاده مواضيعك المميزه ,,تلامس شغف قلوبنا

والقناعه كنز لايفناا ابد,,


محبتي
ميسم

هند المسند يقول...

وكالعادة انتظر تعليقاتك التي تلامس شغاف القلب
عوداً حميداً ياميسم
وأتمنى تواصلك الدائم
دمتِ بخير

إرسال تعليق