أمنيات .. ومجتمع

بواسطة Clip Birds يوم الجمعة، 8 يوليو 2011 القسم : 0 التعليقات

عيش في هذه الدنيا مفارقات عدة وتناقضات لا نعيها إلا حين تعود ذاكرتنا إليها، فنكتفي بنصف ابتسامة على شفاهنا وأنين حزن يخرج من صدورنا حين ندرك أن هذه المفارقات ما هي إلا أمنيات في أذهاننا ليست صعبة التحقيق، بل هي سهلة، لكن مجتمعنا جعلها في غاية الصعوبة، لأنه ـ وبكل بساطة ـ ابتعد عن شرع الدين الإسلامي واكتفى بتقاليد المجتمع التي قيدت كثيرا من الأمور ومنعتها من التحقق، لكن من العاقل ...لا تدع الهم غالباً لأمرك

... هو ذاك الذي يكسر ذلك القيد ويحقق الشرع ويُدرك أن من فعل أمراً أراد به تحقيق ذلك
الشرع أنار الله له حياته ووفقه في مسعاه مهما كان ذلك الأمر

والحزن مسيطراً على فكرك، تمنى ما تريد أنت وما يحقق سعادتك وراحتك ولا تحقق أمنيات غيرك وتحقق سعادتهم، فأنت تمضي قدماً لا تعد خلفاً فانظر أمامك وحقق ما أردت بداخلك من أمنيات، وثق في أن الله سيكون معك في كسر قيود ذلك المجتمع الذي حال بينك وبين ما تتمنى.

ومن المفارقات التي نعيشها عندما نكون صغاراً مازلنا بين أحضان ذوينا ولم نخالط مجتمعاً فترى الفتاة تعمد إلى لبس الكعب العالي ووضع مساحيق التجميل أو تمارس لعبة الأسرة رغبة منها في أن تسرع بها السنون حتى تصل إلى ذلك العمر وترى الفتى يلزم جانب أباه في مجالس الكبار، ويحاول أن يتحاور معهم ويكون بينهم ليسمع كلمة أنه أصبح رجلاً فتجد الابتسامة لا تفارق محياه في ذلك اليوم وهو يردد: أنا رجل.
ومع ذلك حين نبلغ تلك الأعمار ونعيش تلك الحياة التي أردناها وننعم بها تجدنا نعود للقول: ليتنا نعود أطفالاً دون مسؤوليات وننعم بحياة الهدوء والسكينة واللعب الحر والبكاء لطلب الشئ، ولا نعيش هذه الحياة التي أصبح الفكر فيها يجثم على صدورنا وتصبح رغباتنا رهنا للأهل والمجتمع.
من منا توقف لحظة ليتدارك طفولته؟ ومن منا توقف لحظة ليتدارك شبابه؟ ومن منا لم يقل: ليتني أعود طفلاً.. أو ليت الزمن يعود للوراء سنين قليلة لأفعل كذا وكذا؟



ومن منا سأل نفسه: لماذا قلنا ذلك؟ ولماذا تبادر ذلك إلى أذهاننا؟ ولماذا نريد العودة للوراء وليس المضي قدماً في هذه الحياة لنحقق ما لم نحققه سابقاً؟
الكل لديه أسبابه.. لكني أقول هنا: لا تدع العمر حائلاً ولا تدع الحياة ومصاعبها جدراً ولا تدع الهم غالباً على أمرك والحزن مسيطراً على فكرك. تمنى ما تريد أنت وما يحقق سعادتك وراحتك ولا تحقق أمنيات غيرك وتحقق سعادتهم، فأنت تمضي قدماً. لا تعد خلفاً وأنظر أمامك وحقق ما أردت بداخلك من أمنيات وثق في أن الله سيكون معك في كسر قيود ذلك المجتمع الذي حال بينك وبين ما تتمنى.



0 التعليقات:

إرسال تعليق