إنما كنا نخوض ونلعب

بواسطة Clip Birds يوم الجمعة، 8 مايو 2009 القسم : 7 التعليقات
لأول مرة منذ عهدي بكتابة مقال أتوقف كثيراً.. وأفكر أكثر. وللمرة الأولى أعنون مقالي قبل حتى أن أبدأ به.. ولا أَعلم لماذا ؟ تزاحمت أفكاري كثيراً في كيفية البدء وما هو الختام ولو تركت لقلمي البدء فلن يقف أبداً خاصة أن الذين يخوضون ويلعبون قد أصبحوا وباء استشرى في طبقات المجمتع قاطبة..
فالمتعلم والجاهل فيه سواء..
وعتبي على المتعلم لأنه يعلم العاقبة
والكبير والصغير فيه سواء.. وعتبي على الكبير لأنه مُلقن لمن هم تحت يديه
والزوج والزوجة فيه سواء..
وعتبي على الزوج لأنه المربي والموجه..
والرئيس والمرؤوس فيه سواء..
وعتبي على الرئيس لأنه فتح الباب على مصراعيه لقالة السوء..
وما حجتهم جميعاً... جميعها حجج واهية عارية من الصحة وأعذار لكي يبرروا لأنفسهم لماذا نحن نفعل هذا؟ وما هي إلا بواعث غيبة ليس لها أي جذر سوى تلويث نفسك بالذنب.. يقول عمر (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) ويقول (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب ولا عمل..هل منا من هو كيس... هل منا من حاسب نفسه... هل من حقاً من وضع رأسه قبل أن تغمض له عين وقال لم قلت في فلان كذا,, لم ظلمت فلانه... وهو يعلم أنه إن أغمض عينيه فهو ميت وروحه إلى الله صاعدة قد تعود وقد لا تعود فيكون هناك (الحساب الذي ليس بعده عمل) ومن سينفعه؟ لا أحد..
سمعت ذات مرة الشيخ صالح المغامسي في «وقفات مع بعض الآيات» يقول: (إن كل من استدام على أمر فالغالب أنه يموت عليه أي أن كل من استدام على طاعه فالغالب انه يموت عليها وهو ما يسمى حسن الخواتيم) أو سوءها وهذا على حسب العمل . فمن استدام حسن الظن مات عليه..
استدام سوءه مات عليه..
ومن استدام القيل والقال مات عليه..
ومن استدام الشك والطعن.. مات عليه
ومن استدام الخير بشتى أنواعه ... مات عليه
ونحن لا نعلم بأي شيء سيبعث أي حد عليه.. فلو رأينا زيداً من الناس ذا طاعة وعبادة وصلاة أحسنا الظن به.. وأن رأينا عمراً من الناس على معصيته أسأنا الظن به.. وليس لنا إلا الظاهر والله أعلم بالسرائر ومن نحن حتى نحكم بصالح العبد أو طالحه.فلنعلم أن العبرة كل العبرة هي بسريرتك مع الله ولهذا قال الله نعالى (يوم تبلى السرائر) وهنا تعلم أن من رحمة الله أنه لم يجعل الجنة بيد أحد من خلقه.. وإلا لحرمنا بعضنا البعض هذه الجنة..صور كثيرة من أكثرها انتشاراً هذه الصورة (يجلس أحدهم إلى صاحبه أو أصحابه ويقول: انتبهوا سأحكي لكم كلاما خطيرا عن فلان وهو سرّي للغاية وأرجو أن تتحفظ على اسمي وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت ولولا محبتك ما سقت هذا الكلام, ثم يأخذ العهود والمواثيق على كتمان اسمه خوفا وخشية من اهتزاز علاقته بالغائب من الناس – ولم يخش الله) ومن صوره أيضاً قيام بعض الموظفين لدى أرباب الجاه والسلطان والمسؤولين بنقل كلام الآخرين بقصد إلحاق الضرر بهم.. وأن يحظوا بمكانة لدى أصحاب الجاه والسلطان والمسؤولين – وآثروها على أن يحظوا بمكانة عند الله سبحانه وتعالى..ولكن ماذا يجب علينا ؟ يجب أن نتحقق ونتثبت ونتعرّف على مقصود الناقل ونحاول أن نقطع الطريق أمامه ونختبر صدقه بمدى مقابلته بمن نقل عنه وجها لوجه قطعا للشائعات المغرضة. فما العمل؟الحذر ثم الحذر ثم التدقيق والتمحيص ثم تابعوا وقابلوا وتحققوا ولا تتعجلوا ولا تصدروا حكما أو ظلما تندمون عليه أشد الندم وتدفعون الثمن غاليا من عملكم وخسرانكم لمن هم أطهر قلوبا من أجل عمل بالدنيا زائل وقبل ذلك المواقف التي تقفونها بعد معرفتكم للحقائق وعدم مقدرتكم على التراجع.. فقد تصلح الزجاج المكسور ولكن سيظل أثر الكسر.يقول الإمام الشافعي: لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسننعم والله.. فحينما نرى أنفسنا ومنازلنا وأبناءنا وأزواجنا سنرى عيوباُ لن نريد أبداً أن يعلمها الناس أو يطلعوا عليها، فلنقف عند هذا الحد وندعو الله أن لا يسلط علينا من أعطينا نفسنا الحق بالتسلط عليه وظلمه بحجة المصلحة!.وأي مصلحة تلك التي تؤذي بها نفسا مسلمة غافلة..

7 التعليقات:

غير معرف يقول...

هلا بخالتي الغالية ,,,

أنا صحيح فهمي على قدي

بس الأكيد أني منك راح أستفيد

تحياتي لأبداعاتك الكتابية


الجوهرة بنت صالح

الحزن يقول...

بدآيتي تحية من اللهـ عليكـ ورحمتهـ وبركآتهـ كآتبتنآ ووردتنآ المزهرة اللتي لطآلمآ يتجدد ريحهآ إبدآعآ وتميزآآ في هذآ العآلم الخفي ...
قبل كل شئ أسأل اللهـ العلي العظيم أن يحسن خوآتيمنآ جميعآ وأن يجعلنا ممن يقآل لهم طبتم فأدخلوهآ سآلمين ...
مقآل لآ جديد في ممآرسة الروعة من شتى طرقهـ وأنوآعهآ .. فلمست في كل سطر من سطورة الروعهـ والمصدآقية والوآقعيهـ المتنآهية .. أحببت تلكـ الكلمآت اللتي تلآمس وآقعنآ الأليم اللذي قد نستطيع من تغيير أنفسنآ ولكن لآ نستطيع من تغيير أطبآع الغير .. وإن كنت أقصد هنآ بالغير وهم ( المجتمع ) بأسرهـ .. فلي القدرة أن أأثر على صديق قريب أو أخو حبيب .. ولكن مجتمع بأسرهـ فإنهـ يدخل من بآب العظيم المستحيل لدي .. ولكن نعمل لنرى مآذآ يختلف لدى البشر ...
فالقيل والقال .. لهـ موآقفهـ وإطروحآتهـ لدي .. ولآشكـ تستحسن مجآلسنآ في هذهـ الأيآم إلآ بذكر عرض فلآن .. أو فلآنهـ ... أو بذكر عيوب فلآن أو بالتهجم على فلآنهـ .. والأدهى واللذي يدمي القلب هو حينمآ يتصف شخصآ من الأشخآص بتلكـ الصفآت وأنهـ هو نكتة المجلس كمآ يقآل .. وهو كلآمهـ ( غيبة وكذب ودجل وسحر لقلوب النآس ) ... فأي غآية يريد الوصول إليها هذآ الآدمي .. لربمآ تجلت من بين ثنآيآ قلبهـ الأدمية بكبرهآآ ...

فيكفي لكي نبغض ذلكـ التصرف أن نتذكر قول المولى عز وجل .. حينمآ قآل ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيهـ ميتآ فكرهتموهـ ) ... يآلآ قوة الموقف ودقت التصوير .. ولكن من يتعظ ؟؟؟

ولي وقفآت مع هؤلآء البشر اللذين يكثرون في منآطق العمل .. أو في مجآل الأعمآل لآ الدرآسة أو غيرهآآآ وهم من يتنآقلون الأخبآر ويصلونها الى مرؤسيهم لحصد الكثير من الإجازات والمصالح المرجوهـ من كل هذآ النقل وعتبي هنآ ليس على اللذي ينقل فلربمآ كآن جآهلآ أو مريضآ أو شئ من هذآ ولكن عتبي كل العتب على من يستقبل مثل تلكـ الأمور ويرحب بهآ .. فلو ضربنآ يدآ من حدديد لكل من ينقل مثل تلكـ الأخبآر لمآ تجرأ البعض من ممآرسة تلكـ العآدة الخبيثهـ ..

مقآل جدآآ وآآقعي .. عشت لحظآتهـ في حيآتي قبل أن أعيشهآ في ثنآيآ هذآ المقآل الأكثر من مميز .. أدآم اللهـ عليكـ هذآ النور .. وأفتح قلبكـ وعقلكـ على مآ كل هو مفيد لكـ ولتقدمكـ للأفضل والمزيد ..
حفظك الرحمن من كل مكروهـ وشر ..

غير معرف يقول...

"اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا"

الصورة الأولى : في هذه الايام انتشرت في وسائل الاعلام المختلفه الرسائل التي تشير إلى "فضيحة" أحد الشخصيات المشهوره,, الكل تكلم والبعض تهكم والغالبيه العظمى منهم لم تدرك أثر تلك الرسائل المليئة بذكريات " الفضيحة" على أسرة الشخص. على تلك الأم التي ربت وذلك الأب المكافح وتلك الزوجه الصابره..كان الله في عونهم وعوننا جميعاً في هذا المجتمع التي تسكنه فئة قليله تعيش وتحيا لنقل الفضائح..

"اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا"

الصوره الثانيه: طفل في المدرسه يصوره أستاذه وهو يعاقب أو يتكلم بطريقه مضحكه ..ويقوم أستاذه الفاضل بنشر المقطع بين أجهزة المحمول والانترنت دون الاكتراث بالأثر النفسي الذي يلحق الطفل المسكين عندما يصبح سخرية لأقرانه ومن هم أكبر منه سناً وعقلاً للأسف
ففي احصائية نشرت مؤخراً ذكر أن الأطفال في المملكة يتعرضون للإساءة النفسية أكثر من الإساءات الجسدية.

أخيراًأناشد وزارة التربية والتعليم أن لا تتهاون مع المدرسين الذين يقومون بتصوير طلابهم فالطفل في النهايه لا يعرف عواقب الامور وهو الذي سيتحملها كلها وحده

"اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا"

الصورة الثالثه : اخليها للزوار الكرام :)


شكرا ..أ.هند على هذا المقال الرائع

بشاير

هند المسند يقول...

جوهرتي الغاليه..
إن كانت مدونتي غاليه فبوجود اسمك صارت أغلى الله يخليك لي ولوالديك اللي أبد مالهم مثيل

هند المسند يقول...

بشاير....
الكلام النابع من قلب يصل للقلب والحرقه اللي داخلك انتقلت بسرعه لداخلي .. المواقف كثيرة والحياة التي نعيشها كلها على هذا المنوال واللي بأيدينا الكتابه والدعاء لعل الله يخرج لنا من هالأمه ولو 1 من كل عشرة ذو قلب حي.. أشكرك على تعليقك الرائع وأتمنى تواصلك معي عالإيميل

Clip Birds يقول...

الحزن..
لقد عجز قلمي عن اللحاق بركب كلماتك الرائعه واحساسك المرهف ... وأتمنى أن يتغير لقب الحزن إلى فرح
تحياتي لك وآمل التواصل معك قريباً غاليتي

العقيد محمد الغامدي يقول...

أستاذة هند

بعد التحية والتقدير

أحسنتِ في إختيار العنوان المقتبس من آية كان مصيرالمنافقين اللذين قالوها الكفر نتيجة إستهزائهم وعدم قبول عذرهم وأهنئك على الذكاء الذي وقد تناولتِ جملة من السلبيات العامة التي تفشت فينا وقد طبعت مقالك ونسخته ووزعته على عدد من الأشخاص..كما أعجبني إستشهادك بالأبيات

لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك ان أبدت اليك مساوئا
فصنها وقل ياعين للناس أعين
دمتِ موفقة

إرسال تعليق