مابين شهادتي .. وعقيدتي

بواسطة Clip Birds يوم الأربعاء، 3 أبريل 2013 القسم : 0 التعليقات




ذهبت تسبقها آمال كثيرة بنيل شهادتها الجامعية ... آمالها وطموحها كانت أكبر من أن تتسع لها جنبات الطائرة التي حملتها لبلاد الفرنجة .. تتلفت يمنة ويسرة لترى صويحباتها حولها والكل سعيد بأنه بدأ يخطو للأمام .. مرت بذاكرتها غمامة حزن حين تذكرت لحظات الوداع الأخيرة وبكاء الكثير لمغادرتها البلاد لسنوات عدة .. فامتدت يدها لتتأبط ذراع والدها ولسان حالها يقول .. هنا سأجد الأمان .. واستكانت حتى بلغت الوصول .

استقرت أوضاعها وبدأت دراستها ورأت مالم تراه في حياتها وثقافتها وتربيتها ... فبعض الشاب العربي تناسى لغته .. وبعض الفتيات أستبحن أنوثتهن .. وهناك من تقلد طبع الفرنجة في أنه لامانع من الصحبة بيننا والضحك والتبسم لغيرنا والأخذ والعطاء بأريحية وكأن تغير البلد معناه تغير الطباع والعقائد والفلسفة التي تربى عليها في بلده .. 

صاحبت الكثير من الفتيات من بلدها وأستوطنت وإياهن نفس المكان والمبنى والمأكل والمشرب واللاتي كن على  دينها وعكس عقيدتها .. رأت منهن العجب في حسن التعامل والبذل والإخاء مما خفف عليها تعب الغربة والبعد عن الأحباب .. فصاحبتهن في كل أمر وأصبحن جزءً من حياتها اليومية تبدأ به وتختم فيه ...
وهكذا كانت سنوات الدراسة معهن .. حتى حدث مالم يكن بالحسبان .. ووقع الأمر الجلل والذي لاأعلم ماأسبابه ..

أهو ضعف الوزاع الديني ..
أم البعد عن الرقابة الذاتية ..
أم قلة فهم الدين والشرع ..
أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

فقد وصلت من قمة تأثرها بأن شكت في سلامة عقيدتها وصحة توجهها وهي على مذهب أهل السنة والجماعة .. فرفعت الهاتف على أقرب من لها وسألت .. وهي في حيرة شديدة وتخبطاً قوي وقالت ( وما أدرنا أننا نحن الذين على الحق وليس هم ) ..
فأُسقط في يد صاحبتها .. ولم تعلم ماذا تفعل وماذا تقول لأنها في هذه اللحظه علمت بأنها لاتعرف من دينها إلا القشور ... فكيف بالأصول .. فماكان من صاحبتها إلا أن قالت ( مؤكد نحن الذين على الحق) وبدأ النقاش وأحتد الجدال وأقتنعت أخيراً برأي صاحبتها لا لأنها كانت تقول الحق بل لأنها تحبها .. ولو صدر هذا الكلام من غير صاحبتها لما اقتنعت ( وهذا كلامها )  وهذا أقصى مااستطاعت صاحبتها فعله ...

وعادت وهي في ذبذبتها لأن قناعاتها أنهم على حق لما رأته منهم .. فقد كانوا أحرص الناس على الصلاة ولم يكونوا يتتبعون الرخص .. كانوا يجتمعون لإحياء شعائرهم ويتواصلون وكأنهم في ديارهم كانوا عصبة قوية .. لايتكلمون على بعض ولايغتابون بعض ولا يحقدون على بعض .. يساعدون الغريب قبل الغريب ويبتعدون عن كل ماهو مريب ويتمسكون بالحجاب ويحافظ الشاب منهم على من هي بهذه العقيدة حتى يصل بأن لايرفع عينه فيها حين يخاظبها .. والأدهى تواصلهم مع ذويهم ومناقشتهم في كل أمر وإبلاغهم كل مايكون وأخذ رأيهم فيما  يُستجد حتى لاتختل عقيدتهم بأي أمر يطرأ .. وهذا كله لم تره فيمن هم على عقيدتها ... وبرغم جهود صاحبتها إلا أنها مازالت في حيرة .. واستمرت هذه الحيرة حتى عادت إلى أرض بلدها حاملة الشهادة الجامعية في يد ... وزعزعة عقيدتها في يد أخرى .

وما أن أستقرت بين أقرانها وذويها حتى عادت لرشدها وأيقنت أنها كانت على وشك أن تخسر نفسها .. وعقيدتها .
وهنا أقف لأتفكر فيما ورد إلي من هذه المبتعثة .. وغيرها مما سيرد إليكم لاحقاً .. 

من السبب في ذلك؟؟؟
أهم الوالدين واللذان لم يحرصا على تمكين سلامة العقيدة من القلب ؟؟
أم لأنهما تركا فتاة في عمر الزهور ( 18 عاماً ) دون أن يكون معها من هو أكبر منها ليوجهها ويكون معها حين تداهمها هذه الأفكار؟؟؟
 أو حين يلتف عليها من هم لايخافون الله..

 أو من هم ذو عقائد غريبة ..
أم من هم يريدون التفرنج والبحث عن كل ماهو ممنوع لدينا ومباح في الخارج .. وكأن رب البلد الذي هم فيه غير رب البلد الذي نشأوا فيه ..

بعد هذا .. هل يحق لنا أن نزج بأبناءنا وبناتنا للخارج دون أن نبني في داخلهم قوة ورقابة في الحق وللحق  ... وذلك لأجل نيل شهادة جامعية أو دراسات عليا ... ويكسبوا علماً ليخسروا عقيدة ويخسروا خُلقاً أو غير ذلك .. 


القصة واقعية وبين أيديكم .. ولايقل أحدكم نحن غير ذلك ... فالكل يقول والكل لايعلم ماذا سيحدث له ..
إلى قصة أخرى من سوالف مبتعث ألقاكم قريبا بإذن الله تعالى .

مبتعثة / M.D
City:Tulsa
The University of Tulsa

0 التعليقات:

إرسال تعليق