الإنسان والثور

بواسطة Clip Birds يوم الاثنين، 24 مايو 2010 القسم : 3 التعليقات


يعتقد الكثيرون منا أن اللون الأحمر يثير الثور,ولذا حين يلوح مصارع الثيران بقطعة قماش حمراء أمام ذلك الحيوان تجده يهجم دون أن يهدر دقيقة واحدة، مسرعاً لملاقاة حتفه دون أن يعلم -وأنى له ذلك- والواقع أن الثور لايبالي باللون الأحمر , لأنه يراه رمادياً, بعكس الإنسان الذي أنعم الله برؤية جميع الألوان والتمتع بجمال الكون..إذاً فما الذي يثير الثور؟

إن وجود عيني الثور على جهتين مختلفتين من رأسه ، يسمح له بمراقبة كل ما يجري حوله. لذا فان الثور يبدأ توتره بمجرد دخوله إلى حلبة المصارعة نتيجة الحركة الكبيرة حوله ، ويشعر بازدياد الخطر عندما يرى قطعة القماش تتراقص أمامه ، فيتحرك في اتجاهها لإبعادها عن منطقته الذاتية .إذا هو دفاع عن حقوقه ومنطقته التي تحيط به.وبذلك تكون هذه الصفة مشتركة بين الحيوان والإنسان.ولكن للأسف، يفرط الإنسان بحقوقه وبمنطقته الذاتية برغبته هو..وفي أمور تكون نصب عينية ولكنه يتجاهل الأمر نتيجة السرعة أو الإرهاق أو...الثقة، في زمن قل ماتجد فيه من يستحق هذه الثقة..وهذا يعتبر نوع من أنواع الغباء وبلهجتنا(ثواره).
وقد يكون هذا الغباء في أي مجال..على سبيل المثال

هل تفكر أحدنا بمراجعة قيمة مشترياته قبل أن يغادر أي مكان دفع فيه المال حتى وإن كان زهيداً؟؟ أم أنه ترك الأمر لمجرد أن المدفوع ليس ذا قيمة لديه حتى لايتعب نفسه في البحث داخل الأكياس ومقارنة الفاتورة بالمشتريات والتي قد تزيد بسلعة غير متواجدة لديه.

هل تفكر أحدنا وهو واقفاً في محطة الوقود قبل أن يرفع صوته بعبارة (فللها ياصديق)أن يرى عداد البنزين قبل أن يملأ سيارته أو أن يرى كم البنزين الساقط على الأرض؟؟ أو ترك لنفسه حرية التحدث بالهاتف والضحك والدفع وأخذ المتبقي من الحساب ويغادر بابتسامة شاكراً ذلك الصديق على سرقته إياه...

هل حرص أحدنا عن البحث عن السلعة في مكان غير المكان الذي وجدها فيه.. ووجدها بسعر أقل وأقرب للمعقول..أم أنه تكاسل وآثر الدفع، وخرج وهو منتفخ الأوداج مزهواً بنفسه سعيداً أنه أستطاع أن يجعل البائع يخصم له بالسلعة مبلغاً وقدره والحقيقة غير ذلك تماماً...وهذا فيض من غيض
هل بعد هذا سندافع عن منطقتنا الذاتية...أم سيكون الثور أفضل منا!!!!

بقي أن أقول لكم..
لماذا يستهلك كل مصارعي الثيران اللون الأحمر إذن؟
والجواب ؛ لأن اللون الأحمر يجذب أنظار الناس ،ويثيرهم .. وليس لجذب الثور وإثارته
حقاً....شيئان ليس لهما حدود الكون وغباء الإنسان .


3 التعليقات:

sbadyh يقول...

الثور ليس له حقوق في الهند ولا في السند ولا في مجتمع التوتم بافريقيا ولا في امريكا ولا في اسبانيا ولا في الباحه والبقرة تمرح وتسرح من الهند الى القطيف

henry يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكثر ما اعجبنى في الموضوع

شيئان ليس لهما حدود الكون...وغباء الإنسان .

شكــــــراً لكِ

حلم السراب يقول...

يعني الثور اعقل من البشر لحمايته منطقته ومعرفه مصالحه والاستماته دونها

والبشر لا يهتمون بحقوقهم مهما كانت كبيره او صغيره غير موبالين بذلك .

على قول المثل الشعبي طقها والحقها . احيان نتشدد ونستميت في توافه الامور حتى تصل لمرحله حياة او موت واحيان العكس
ازدواجيه حقيقه البشر لازلت اقف امامها مذهول ومتعجب


موضوع له ابعاد كثيره ومتشعب ويحمل في طياته احتمالات اكثر
ربما فهمي يختلف عن ماذكرتي أستاذه هند
ولكن نحن بشر ينطبق علينا قوانين( لا يتنباء بما يفعل ) والتناقض

إرسال تعليق