وُليت ... فتوليت

بواسطة Clip Birds يوم السبت، 1 مايو 2010 القسم : 7 التعليقات


ذات يوم، اختلف الإمام على-رضي الله عنه- مع يهودي في درع (يُلبس كالرداء على الصدر في الحروب) ، فذهبا إلى القاضي،

وقال الإمام علي: إن هذا اليهودي أخذ درْعِي، وأنكر اليهودي ذلك،

فقال القاضي للإمام علي: هل معك من شهود؟

فقال الإمام علي:نعم، وأحضر ولده الحسين،

فشهد الحسين بأن هذه الدرع هي درع أبيه.

لكن القاضي قال للإمام علي: هل معك شاهد آخر؟

فقال الإمام علي: لا..

فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي؛لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير ولده.

فقال اليهودي:أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين ورضي.

صدقتَ والله يا أمير المؤمنين..إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها؛

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

فأعطاه الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه

هذه القصة أثبتت لي عدة أمور..

أولهما: قبول أمير المؤمنين التحاكم إلى من ولاه على المسلمين وألبسه حلة القضاء..ووثق بحكمه وعدله وأجازه بالرغم من علمه بكذب اليهودي..

وثانيهما:عدل هذا القاضي وعدم تحيزه لأمير المؤمنين بالرغم من تأكده من صدقه..ولكن الشواهد هي الحاكم والقيام بعمله على الوجه الصحيح هو الأصل.

ثالثهما:عدم التحامل على القاضي ذلك لأنه أدى ما عليه من عمل وعدل دون النظر لمنصب المتحاكمين لديه ومحاباة أحدهما على الآخر.

وأخيراً:النتيجة التي أدت لحسن التعامل وهي...إسلام اليهودي...


يعتقد البعض منا أن تقلده لمناصب في طور أدائه لعمله أو في قبوله في الجامعات أو نجاحه في مشروع أوتيسر أمر من أمور الحياة لديه أنه نتاج لجهوده المبذولة وسنوات العمر والأقدمية والخبرة أو لطموحه ولدرجاته وتفوقه أو أن هناك من يعتمد عليه في ذلك ( الوساطة ) والبعض الآخر يؤكد أنه حق له بقوة النظام.....


ولكن جميع الأسباب السابقة ليست بالسلم الذي نعتليه حتى نصل إلى أي منصب...بل هو توفيق الله ورزقه الذي قسمه لعبده في هذه الدنيا منذ أن أمر سبحانه بنفخ الروح فيه...مما يؤكد ذلك أن الكثير لم يحز على أي منصب طوال عمره بل كان وانتهى في مكانه بالرغم من حيازته لجميع الأسباب السابقة.... فالأمر أولاً وأخيراً بيد الله سبحانه .


وكلما كانت هذه القناعة مُدركة من قبل الإنسان العامل والطالب والموظف كانت حياته متوازنة فلا تضيع حقوق لأجل حقوق أخرى بل ستكون كفة الميزان متعادلة في جميع جوانب حياته...

ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل تفكّر فيمن وليّ هذه المناصب أن يكون سنداً لاسيفاً مسلطاً؟؟

هل تفكّر في أن يكون عادلاً للجميع دون

تفكر أنه سيُسأل فيمن ولي عليهم يوم القيامة؟؟


فحين يعتلي المنصب ويعدل فيه...هذه هي الطبيعة البشرية والتي تكون بحكم تصرفه هو..فالمناصب ليست علماً نظرياً جافاً،بل تتعدى ذلك لتشكّل فنّاً تطبيقياً يحتاج لمن يقوده مهارات وقدرات تفوق المسألة النظرية البحتة وصدق اخوانا المصريون (لو دامت لغيرك عمرها ما حتوصلك) .

7 التعليقات:

msq يقول...

بارك الله فيك وفى كتاباتك الشيقة والممتعة التى تفيد المتلقى مزيدا من التوفيق دائما.

هند المسند يقول...

الله يجزاك خير ويبارك فيك

ميت الاحساس يقول...

الله المستعان

جزىك الله خيرا ورضي عنك

cold يقول...

أحسنت اختي واستاذتي هنـد
للآسف
في هذه لأيام
الواسطة والرشوة لها الدور الكبير
والقرابة هي الدور الأساسي
ولكن الله يصلح الحال
يعطيج العافية

عبدالله المطلق يقول...

عندما يترك الناس عاداتهم الغير صحيحة في التوسط لدى الوجهاء لشخص لا يستحق ان ينظر اليه

ويتولى امور الناس

عند اذا سيتغير الوضع وتعدل كفة الميزان

بارك الله فيك

هند المسند يقول...

وجزاك ... يا (ميت الإحساس ) ..

الشرقاوي يقول...

ما أجمل أن تكون ذو سلطة عادلاً
تنظر إلى دينك وتتحلى بيقظة ضميرك
وتتزين بالحميد من تعاملااتك
ولا تنظر لضعاف النفوس
ولا تفكر بالنظر بالخلف منك وتحت قدميك
فالعدل ميزان الأمور
وحب الآخرين سراج منير غاب عن أزماننا
وسيظل يغيب حتى يكون عمله نادرة إن لم يكن كان
السلطات الآن زيفها الرشاوي وقلة الضمير والوعي

وسنرى الكثير سيدتي لطالما نحيا
دمتي في رعاية الله وحفظه

إرسال تعليق