الوأد في القرن العشرين ( 2 )

بواسطة Clip Birds يوم السبت، 10 أبريل 2010 القسم : 10 التعليقات

ما أن تُذكر كلمة الوأد حتى يقفز إلى ذهنك تلك الفتاة الصغيرة التي تم مواراتها التراب دون ذنب..سُلبت حقها في العيش..جُردت من أهليتها..دُفنت فقط لكونها فتاة..

ولا نستطيع أن نعيب هذا التصرف لأنه كان في جاهلية اتسمت بالجهل في كل أمور الحياة حتى في الفكر فأصبحت المرأة لديهم من سقط المتاع .هذا هو الوأد والذي كان في إدراكي أفضل من الوأد في هذا القرن ذلك أن الفتاة حتى يحصل لها ذلك الأمر لم تكن تعي شيئاً

ولكن في هذا الزمن الوأد لم يقتصر على الفتاة فقط بل شمل الجنسين ولا أقصد هنا دفنهم أحياء وإن كان مضمونه مشابهاً له في المعنى إلا أنه مخالف له بالعمل.

من منا لايعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم بُعث في سن الأربعين كحال جميع الأنبياء والرسل ومن منا لايعلم أنه بنى بالسيدة خديجة وهي في هذا السن وتكبره بعشرين عاما..

والكل يعلم الحكمة في ذلك سواء أكانت في بعثه صلى الله عليه وسلم أو في اقترانه بسيدة نساء الجنة رضي الله عنها وأرضاها.

الكثير من المؤلفات التي بين أيدينا وننهل منها العلم لم تخرج للنور إلا بعد أن تجاوز أصحابها سن الأربعين وليقل لي من كان له زوجة أو من كان لها زوج..متى كان الاستقرار في الحياة ورقي الفكر وصحة التعامل...


أوَليس في الأربعين!!!


والمؤكد انه لكل قاعدة شواذ...ولكن شواذ هذا العمر قليل..فهذا السن هي سن الحكمة والعقل ورجاحة الفكر والتوجه السليم وحسن اتخاذ القرار والقدرة على التعامل مع أمور الحياة..

سردت في مقالي السابق بعضا وليس كل النماذج التي أثبتت أن هذا السن ليس بسن التوقف والحكم على أصحابه بضعف الفكر والتحصيل العلمي أو التفوق الدراسي..فالعلم ليس حكراً على عمرٍ بحد ذاته والنهل لاتقف حدوده إلا على مشارف القبور..

فالعلم مطلب ورواده كُثر في هذا الزمان.بعد هذا كله هل لي أن أسأل بأي حق وُئد الحق بطلب الالتحاق بالعلم في هذا العمر...ولم كانت الدراسات العليا حكراً على من هم أصغر سناً في مجال التربية والتعليم..


من الذي أقر أن حامل هذا العمر غير أهل للتحصيل والدراسة!!!


أوَليس الله سبحانه وتعالى أعلم بخلقه..فإن كان سبحانه قد بعث الرسل في هذه السن وهو القادر على بعثهم قبل ذلك وبعمر أصغر تكون فيه القوة النشاط ولكن كان سبحانه أعلم بذلك فكان الإرسال للحكمة واكتمال العقل وثبات الفكر وقوة التحصيل هو الأصل... أوَليس أمرنا شورى بيننا...

أين الشورى ورجالاته عن هذا الأمر أوَلسنا نُعجب بالغرب وتقدمه وعلمائه وننهل منه كل شيء...لماذا وقف هذا النهل عند هذه الحدود ولم نأخذ منهم حرية طلب العلم في أي عمر كانأبعد هذا كله نقول..لا يحق لمن بلغ الأربعين أن يكون له حق طلب الدراسات العليا!!!أي وأد للعقول هذا....

10 التعليقات:

سامي احمد عبدالعزيز البوهميل يقول...

عزيزتي هدى المسند

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تحية طيبة لك لموضوعك الشيق الوأد في قرن العشرين ،، في جريدة اليوم في هذا اليوم السبت



حقيقة الكتاب يقرأ من عنوانه شدني اسم الموضوع الوأد في قرن العشرين

وانسجمت به وتفاعلت معه ،، وزادني اهمية في دراستي الجامعة بالانتساب للسنة الثانية

وسوف اشد من ازري واشمر اكمامي لتحقيق طموحي ، والحصول على الباكلوريوس في ادارة الاعمال

في ختام كلامي ،، ارجو المزيد من هذه المواضيع الشيقة والعائد نفعها على الجميع

ولك خالص تحياتي ،، ومن سامي لك سلامي

السعودية - الخبر

حمد يقول...

مع التحية والتقدير للكاتبه /هند

وه بس

هذا الكلام الي يبرد القلب

رغم انه فيه اسقاطات رائعه وحلوه جدا" بس مختصر ابعذرك فقط لانه في مقال

وربي حسيت ان احد قال الي بقلبي

مو كله بس لو الي يريح شوي

شكرا" لك

هند المسند يقول...

شكرا ياأخ سامي ... واتمنى لك التوفيق

هند المسند يقول...

الله يجزاك خير ياأخ حمد...

أبو شجون الشمري يقول...

موضوع جميل اختي هند

ننتظر جديدك بشقف اختي

تقبلي مروري المتواضع

أنور يقول...

سلمت يداك اختي ودام عبير قلمك

هند المسند يقول...

الله يجزاكم خير أخ أبو شجون وأخ أنور

txt يقول...

موضوع مميز اختى هند

الله يعطيكــ ى الف عافيه

غير الناس يقول...

كلام رائع يا استاذه هند

لفت انتباهي العنوان وهو سبب دخولي وتعليقي

ذكرتيني بالاستاذه ايضا والكاتبه (عائشه الحشر)
في كتابها (خلف اسوار الحرملك)


كتبت تقريبا عن ما كتبتي
بخصوص الؤد في زمننا هذا (وليس فقط في القرن العشرين)

والفارق انها خصت النساء فقط ^^


دمتي مبدعه ترايدنت واليوم وكل يوم ^^

هند المسند يقول...

ويعطيك العافية أخ txt

إرسال تعليق