أريد رجلاً ( 2-2 )

بواسطة Clip Birds يوم الخميس، 12 نوفمبر 2009 القسم : 12 التعليقات


لنتابع موقف الأم

وعدته حين تعود أن تبتاع له مايريد ؟؟؟ وقد أوفت بوعدها بدون حتى أن توبخه أو أن تفهمه أن ما فعله خطأً وأن دعوته على أُمه خطأ وتمنيه أن تقع الطائرة بها... هي والله قمة الخطأ ..
فكان الخطأ وكانت الهدية .. وشتان مابين هذه وتلك .. ولا تسأل عن السبب
الموقف الثالث ...
فتى أيضاً في هذا العمر تقريباً كسابقيه ماأن تخرج أمه من المنزل تناديه صارخة به أن يضع حذاءها ( أعزكم الله ) أمامها لتلبسه مع العلم أنها في مقتبل عمرها وحين تحاول أن تنصحها بعدم التصرف هكذا ترد بالقول ( غداً سيخدم غيري ) فلما لاأستفيد منهم قبل أن أفقدهم ...
هذه المواقف الثلاث ماهي إلا فيض من غيض من أمور كثيرة تحدث في خبايا المنازل بين الأباء والأمهات وبين أبنائهم ولكني ذكرت المواقف التي تتكرر دوما ونراها غالباً ولكننا نغض الطرف عنها ونحن لا تعلم أننا نربي جيلا بطريقة خاطئة ظانين أننا نحسن التربية ...

حين رأيت هذه المواقف أدركت أن الأم و الأب اللذان يصرخان طالبين رجالاً يعولونهم في كبرهم ... أبداً لن يحصلوا عليهم بهذه الطريقة .... وسأقول لكم لماذا
تم عرض هذه المواقف على أخصائي في علم النفس أي ( دكتور نفسي ) طالبة منه أن يحلل هذه الشخصيات لنرى إلى ماذا ستؤول ؟؟؟
أجاب انه سيحللها بصور عامة لأن الصورة الخاصة تستلزم جلسات وحديثٍ معهم .. فقال :
موقف الابن الأول: سينتج عنه طفل قلق وخائف, دائم الفشل, وحين يفشل قد يبحث الفشل في الآخرين, أو يلوموهم على فشله
والنتيجة ... قد يتعلم الأسلوب التسلطي إذا ماأصبح مديراً أو أباً ....!!!
موقف الابن الثاني : ممكن أن يكون طفلاً نرجسياً يميل إلى تعظيم ذاته وتحقير من حوله, وغالباً لايتحمل مسؤولية أفعاله الخاطئة ويسعى إلى التميز على حساب الآخرين بإظهار عيوبهم ...حتى وإن كانوا إخوته

أما موقف الابن الثالث: احتمال أن يعاني الطفل من ضعف توكيد الذات أي ( يصعب عليه أن يميز عن مشاعره وأفكاره وقد ينشأ بتقدير ذات منخفض ويؤدي ذلك إلى الحزن والشعور بالتدني أي ( أنه أقل شأناً من أقرانه )
وهكذا قال العلم كلمته ... بقي لنا أن نسمع كلمة الدين والشرع .. وسألخصه في هذا الموقف
(غضب معاوية على يزيد فهجره، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا أكبادنا، وثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، وبهم نصول على كل جليلة. إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوك فأعطهم، وإن لم يسألوك فأبتدئهم، ولا تنظر إليهم شزراً فيملوا حياتك، ويتمنوا وفاتك)

قال جل شأنه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) . التحريم : آية : 6 .

والصبي حينما يولد فإنه (يولد على الفطرة الخالصة ، والطبع البسيط فإذا قوبلت نفسه الساذجة بخلق من الأخلاق نقشت صورته في لوحة ثم لم تزل تلك الصورة تمتد شيئاً فشيئا حتى تأخذ بجميع أطراف النفس وتصير كيفية راسخة فيها مائلة لها من الانفعال بضدها). محمد نور : منهج التربية النبوية للطفل ص 157 .
وثق إن ما نراه في الناس من سوء خلق وندرة أدب ، وجفاء في المعاملة ، لهو نتيجة طبيعية لسوء التأديب في الصغر . ورسولنا الكريم حينما كان يقبل الأطفال ويحنو عليهم ، كان يهدف من ذلك : غرس خلق الرحمة في نفوسهم ..
فهل بعد هذا كله تصرخون وتطلبون رجالاً ... أين تجدونهم وأنتم لم تصنعوهم .



ثقوا أن التربية السليمة هي الأساس الأول لصلاح المجتمع وصلاح أبناءكم .... لكم
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13307&I=717886

12 التعليقات:

واعد بن نجم يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رائعة أنت ياأ/هند ...اعجبني مقالك وسعدت بقرائتك وعشت عالم ثاني

انتظر جديدك

هند المسند يقول...

لك شكري أستاذ واعد .. وستجد دوماً في المدونة مايسرك

فيصل يقول...

اختي الفاضلة .... الإستاذة .... هند

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المواقف الآنفة الذكر هي للإسف واقع مرير ... وهذا يحتاج الي ثقافة للإسروتعليمهم اسلوب رعايتهم لإبنائهم وتربيتهم التربية الصحيحة
وتنشئتهم النشئ الجيد حسب الإعراف والفطرة الربانية والرسول الكريم هو قدوتنا ..
فلكِ مني كل التحية والتقدير على الإسلوب والطرح الجميل .... ربما بقلمك تُصلح كثير من الإمور .... فلله درك

هند المسند يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كلامك صحيح أستاذ فيصل ... وأسأل الله الصلاح لهذه الأسر لتحسن تربية هؤلاء الأبناء

لك شكري

جاسم يقول...

الاخت القديرة / هند

اولا عذرا على التاخير لارتباطات اجتماعية خلال الاسبوعين الماضيين
ثم ان استمرار طرح الافكار في المدونة هو السبيل الامثل للتواصل مع القراء حتى يتسنى الكتابة مجددا في الزاوية الاسبوعية في الجريدة
وكما كان الجزء الاول من الموضوع معبرا عن حال الكثيرين من الاسر للاسف فقد اتى الجزء الثاني ليتمم ما طرحتيه في ذلك الجزء
كثيرا ما طرح في المجالس ولقاءات العائلات الدورية مثل هذه المشاكل ولعله من المناسب اطلاع هؤلاء الاقارب على هذه المواضيع لتكون لهم منارة خير يستضيئون بها كحلول يبحثون عنها لتنشئة اولادهم على اقوم منهج تربوي للابناء
دمتي بعافية

هند المسند يقول...

الله يجزاك خير أستاذ جاسم ... وأسأل الله العلي القدير أن يكون لنا دور ولو كان بالقلم لإصلاح الحال

دمت بخير

فايز يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليس في ايميلي هذا سوى الاشاده بمقالك المجزأ الى ( 1 ، 2 ) بعنوان اريد رجلاً .. وقد لامستِ الجروح .. وملامسه الجراح شئ مؤلم ..
لكِ كل التحايا .. وساكون متابعا

هند المسند يقول...

وإن كان الجرح مؤلماً فالزمن كفيل بمداواته ... والتعرض له يقيك من أن تعرض الآخرين له
مرحبا بك بين قرائي الذين يحتلون الصدارة عندي ,,,
كل عام وأنت بخير

نبيل يقول...

صباح الخير
سلام عليكم
الحمد لله عودة قلمك بعد انقطاع كالعادة افتش عنك وعن مقالتك التي تثرينا باسلوبك المميز لاعجب بقائك صامده فالحق يقال لك بوحك الخاص ولك متابعيك الشغوفين وفقك الله والى الامام وكل عام وانتي بخير وعشر مباركين لاتنسي اخوك من الدعاء له في ظهر الغيب والسلام ختام
امل الرد

هند المسند يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أستاذ نبيل على هذه المشاعر الطيبة وآمل أن أكون عند حسن ظنك وكل عام وأنت بخير

أبو سفيان يقول...

بوركت يا هند
الموقف الأول أنا معك في خطأ الأم 100 %
والثاني والثالث إلى حد ما
لأني أرى أننا نبالغ كثيراً في أثر مثل هذه المواقف على أبنائنا
هي مواقف فردية أو متعددة
لكن يحفظ من أثارها كمية الحب التي نعطيها لأبنائنا
ما يؤثر في الأبناء أكثر
شعورهم أو رؤيتهم لوالديهم يفضلون أحد الأولاد ـ ذكراً أو أنثى ـ عليهم
لعمري هذه القاصمة
والحياة مليئة بمثل نتائج هذه المواقف
كما لا ننسى دور قرناء الخير والسوء في مثل توجهات العيال نحو والديهم
الأب حين يضرب على الخطأ وبلا تفرقة والحب يملأ قلب الأب حين يضرب على الخطأ وبلا تفرقة والحب يملأ قلبه
فحب ابنه له لن يغادر قلبه
قد يتضايق ويزعل ، لكنه سرعان ما يعود
بل المعلم الذي يضرب على التقصير والخطأ
فيما بعد لا يجد من طلابه سوى التقدير والاحترام
الابن يكبر ويزداد فهمه للمواقف ؛ فيعيد ترتيبها من جديد
ومعه يستعيد ردات فعله
فيضحك على نفسه في صغره ويتلاشى تأثيرها ، هذا إن بقي
الحب العائلي
الحب السليم
هو ما نحتاج لتعزيزه
وهو ما يضمن بقاء الحب بين الطرفين إلى الأبد

هند المسند يقول...

تحليل ياأبوسفيان .. وكلمة حق ( وهو مايضمن بقاء الحب بين الطرفين )
مرحبا بك بيننا

إرسال تعليق